ليس بالخبز وحده يحيا الانسان! ماجد الصاعدي عندما ترك سيدنا إبراهيم عليه السلام زوجه هاجر وابنه اسماعيل في وادٍ مقفر, لا يوجد عليه شيء من ملامح الحياة, فلا بشر تؤنس الوحشة, ولا زرع يستظل بظله ويؤكل ثمرة, ولا ماء قد يجلب سرور على النفس, كان دعائه عليه السلام: رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ فقدم سيدنا إبراهيم عليه السلام طلب الأمن على نعمة الرزق والثمر. تنعم المملكة العربية السعودية بنعم عظيمة أكرمنا الله بها. نعم لا يستشعر عظمتها الا من سار في البلدان حتى المتقدمة وشاهد الاقفال على الابواب, والحراس على الدور والفنادق لحماية الأرواح والممتلكات. نعمة الأمن نعمة لا تقدر بثمن ولا يعادلها غيرها. فمن أمن عمل في الأرض وكسب قوت يومه وشهره, ومن أمن نام قرير العين في منزله, ومن أمن هنئ بأكله وشربه, ومن أمن فرح بمشاهدة صغاره على أسرتهم عند نومهم لا ينكد عليهم مجرم سل سكينه ليقتل والديه أمامهم بجز رؤوسهم باسم الاسلام, و والله إن الاسلام منهم براء براءة الذئب من دم يوسف. أحداث الاحساء والقصيم زادت استشعارنا بالأمن, فوقف الكل ضد هذه الشرذمة القليلة التي تحاول زعزعة الاستقرار وإرهاب الامنين . هناك أيادي خفية حاولت مراراً وتكرار زعزعة الأمن, فوقف المواطن مع رجال أمننا البواسل لهم بالمرصاد وقدموا التضحيات وبذلوا أرواحهم فداء للوطن وحماية للدين. نحن اليوم في أمس الحاجة لأن نكون كالبنيان المرصوص في وجه كل من يحاول الترهيب والتخريب, في وطن ليس كسائر الاوطان. ففيه مكة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم , وفيه المدينة وساكنها الحبيب, عليه أفضل الصلاة والتسليم. وطن تجوبه شمالا وجنوبا, وشرقا وغربا آمناً لا تخشى الا الله. وطن تجسدت فيه اللحمة الوطنية بين القيادة والشعب, مرسلة رسالة واضحة للجميع لنا وطن واحد, وملك واحد, ودين واحد.