انتبه من الضغوط النفسية قبل أن تسيطر على حياتك .. وتفكيرك .. وتدخلك في الحلقة المفرغة. بهذه العبارة استهل استشاري الأمراض النفسية والعصبية الدكتور محمد عبدالكريم الشوبكي حديثه قائلا: الضغوطات النفسية بشتى أنواعها سواء كانت اقتصادية أو عملية أو دراسية أو اجتماعية أو عائلية، ذات تأثير على النفس البشرية بردود أفعال متنوعة وبدرجات متفاوتة، فحينما تتجاوز الضغوطات طاقة الفرد، لا تستطيع قدراته الذهنية والنفسية التكيف الإيجابي معها لمواكبة متطلبات حياته الآنية والمستقبلية، فترتد آثار هذه الضغوطات عليه سلبيا، وتتمثل الآثار في الشعور بالإحباط النفسي والعجز والتذمر والعصبية وسهولة الاستثارة وارتفاع مستوى القلق إلى أن يصل مرحلة مرضية، وبعدها يدخل الإنسان في مرحلة الاكتئاب، حيث تتدنى الدافعية لمواكبة متطلبات الحياة الطبيعية والانطواء على الذات، وقد تحدث اضطرابات سلوكية تسقط على الآخرين سواء كانوا زملاء في العمل أو الدراسة أو الأهل في عائلة أو الزوجة. وأشار الدكتور الشوبكي إلى أن كل المعطيات السابقة تؤدي إلى اضطرابات في العلاقات الشخصية، وإلى مزيد من القلق والتوتر والدخول في الحلقة المفرغة، ومن الناحية البيولوجية فإن لهذا الشأن تأثيرا على نواح جسدية كثيرة خاصة الجهاز الهضمي كاضطراب المعدة الوظيفي والقولون العصبي النفسي، المتمثلين بنوبات الإسهال والإمساك، وآلام وغازات وقد تحدث تقرحات في المعدة والقولون، إضافة إلى اضطرابات حركات القلب المتمثلة بالتسارع والشعور بالاختناق وارتفاع ضغط الدم الشرياني، وكذلك ارتفاع مستوى سكر الدم والكولسترول والدهنيات، أما بالنسبة للجهاز العصبي المركزي فأغلب الآثار تظهر بشكل صداع خاصة الصداع النصفي أو في الجزء الأمامي والخلفي من الرأس، والخدر في الأطراف، وعدم الاتزان والدوخة. وخلص استشاري الأمراض النفسية إلى القول: إن الدراسات العلمية أثبتت بشكل قاطع أن المعاناة التي تنجم عن الضغوطات النفسية الكثيفة لها تأثير على ضعف المناعة و تدني نسبة الخلايا الليمفاوية المسؤولة عن المناعة ومنع حدوث الأورام والإصابة بالالتهابات الجرثومية المتطفلة، وبالتالي فإن احتمالية إصابة الرجال الذين يعانون من التوتر بسرطان البنكرياس هي ضعف النسبة للذين لا يعانون من التوتر، وأن نسبة الإصابة بأورام الثدي تبلغ ثلاثة أضعاف لدى النساء اللواتي يعانين من الضغوطات النفسية مقارنة باللواتي لا يعانين.