×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / جامعة الملك فيصل تنظم ورشة عمل خاصة بأعضاء لجنة الخطة الإستراتيجية

صورة الخبر

حاولت كثيرًا أن أجد شيئًا ولو يسيرًا يشفع أو يبرر ما يصنع هؤلاء الذين انضووا تحت تلك الراية السوداء وزينوها زورًا بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله وخاتم المصطفى عليه الصلاة والسلام محمد رسول الله"، أولئك هم الإرهابيون الذين يدعون أنهم مجاهدون إسلاميون يجاهدون في سبيل الله لتأسيس الدولة الإسلامية في جزء يقتطع من سوريا وآخر من العراق. فمن خلال قراءتي للتاريخ ومعرفتي بالرجال لم أجد في هؤلاء الأفاقين شيئًا من الصدق أو الواقعية أو أخلاق وتعامل ورحمة المجاهدين والفاتحين وأصحاب الأهداف الصحيحة، بل وجدتهم أناسًا فاسدين مفسدين، ثقافتهم نساء وسبايا وبيع بشر وتقاسم مغانم واعتداء على الضعفاء من الناس أو ممن جرد من وسائل الدفاع والذود عن أهله ونفسه وما يملك، مثل مندوبي هيئات الإغاثة الغذائية والدوائية ومراسلي ومصوري وسائل الإعلام، وأناس اعتزلوا في ديارهم لا حول لهم ولا قوة، ولو أنهم غير مسلمين مثل اليزيديين، وجدتهم ينفذون أجندة من جنّدوهم وأعد لهم الخطط المسبقة، وجدتهم أناسا يتفاخرون بالإفساد والهمجية وإعطاء صورة مشوهة وسيئة ومعكوسة عن الإسلام والمسلمين والإنسانية. الذي أعرفه عن الرجال أصحاب المبادئ والهمم العالية أنهم يبذلون الغالي والنفيس من أجل راحة وأمن وسلامة وخدمة كافة الناس ويجدون في ذلك طموحهم، لا يعتدون ولا يغدرون ولا يدبرون بليل إنما يواجهون بما يريدون القيام به في وضح النهار، يحسنون إلى الناس حتى يستعبدوا قلوبهم. أليس في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وفي قصص أنبياء الله والصحابة والتابعين وعلماء أمة الإسلام ما يكون قدوة لهم ولكل الناس وخاصة من يريد الخير للناس أو لديه رسالة يريد إيصالها من أجل نفعهم وكسب الأجر من الله ومحبة خلقه، أم أن الأمر لا يعدو حقدًا أسود وانتقامًا وعقدًا وكراهية للحياة ولكل جميل وشذوذًا وأمراضًا نفسية وتفككًا أسريًا وتنفيذ مخططات أعداء الإسلام والمسلمين من خلال تقاتل أبناء الأمة الواحدة وتفكيك وحدتهم وتدمير أوطانهم وتخريب اقتصادياتهم وجعلهم تابعين للشرق أو الغرب بحجة حماية المصالح أو مواطنيها أو الأقليات في المنطقة والديمقراطية.. الخ. أخيرًا، أريد أن أورد مثالا لقدوة كل مسلم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، الصديق رضي الله عنه وحرصه وحسن تعامله حتى مع من هو على غير ملة الإسلام ويسكن إلى جواره، فعندما كان يذبح شيئا من الأغنام لأهل بيته -ليس لضيف نزل عنده - ينادي في أهل بيته، هل أعطيتم جارنا اليهودي شيئًا من هذا اللحم؟، هل استوعبنا جميعا - جار الصديق.. ويهودي!، والله المستعان.