لَا أغشى مجلسًا مِن المَجالس العَامَّةِ والخَاصّةِ؛ إلَّا ويَسألنِي النَّاسُ عَن السّجع في المَقَالات، وتَشكيل الحرُوفِ، وتَزايُد هَذِه الأسئِلَة يَدفَعُنِي للإجَابةِ عَنها بمَقالٍ -كهَذا-، وآخر هَذه الجَلَسَات؛ جَلسَة عَامرَة بالأدَب، كَان شهُودها الأصدقاء: (تركي المشيقح، وأحمد أبوبكر سالم، وعلي العلياني، وفهد السليمان، وعبدالله البراك).. حَيثُ قَام كُلّ هَؤلاء وانتَفَضُوا في وَجهي يُطالبونني بإلغَاء الضَّبط بالشَّكل، وكُلّ وَاحد مِنهم لَه مُبرِّراته وعِنده أدلّته..! وقَبل أيام، أرسَل لِي مَعالي الفَريق الشّاعر -الصّديق الاتّحادي- "أسْعَدْ عَبدْالكرِيمْ" رِسَالة يَقول فِيها: (لَكَ عِندي رَأي، جَرّب مَا تشكّل الحرُوف، أنَا أُرَاهن أن قُرّاء مَقالَاتك سيزيدُون، وأكيد عندك حَصيلة عَن عَددهم الآن.. حَاول كِدَه وجَرّب وأنتَ عَلى كيفَك)..! هَذه الرِّسَالة "الأسعديّة" ولّدت عندي فِكرة مَقالٍ؛ يُساهم في تَوطين حريّة التَّعبير، وتَعدُّد الآرَاء، وتَنمية الحوَار، طَالَمَا أنَّ أعلَى القِيَادَات في البلَاد تَحثُّ عَلى الحوَار، وتُخصِّص لَه المَراكِز والمُؤتمرَات..! لذَلك أصبَحتُ حَائرًا أمَام الاستمرَار بالتّشكيل، أو الإقلَاع عَنه، وكَأنَّني ذَلك الحِمَار المسكين الذي يَقف في مُنتَصف الطَّريق، لا يَدري هَل يَذهب إلَى اليَمين، أو إلَى الشِّمَال؟ أم إلَى فوق، أو تَحت؟ أم إلَى الأمَام، أو الخَلف؟ فالمُؤيّدون لإلغَاء التَّشكيل يَقولون: إنَّه يشوّش عليهم أثنَاء قِرَاءة المَقال؛ في الأجهزَة الذّكية، والكمبيوترَات العَبقريّة، كَمَا أنَّ النَّاس تَعوَّدوا عَلى أنَّ الضَّبط بالشّكل -عَادةً- يَكون في النّصوص الدِّينيّة، ولا يَتجَاوزها إلَى غَيرها..! أمَّا المُؤيّدون لاستمرَار التّشكيل فيَقولون: إنَّه زينة للنّص وأُبّهة لَه، حَيثُ يَمنحه رَونقًا ورَسمًا، كَما أنَّ الضّبط بالشّكل يَتحكّم بتَحرُّكَات المَعاني ليَضبطها، فمَثلًا حِمْص -حَمَى الله مَا تَبقَّى مِنها- لَو تُركت مِن غَير ضَبط؛ لقُرئت بثَلاثة احتمَالات، الاحتمَال الأوّل: حِمْص بكَسر الحَاء وتَسكين المِيم، وهي المَدينة التي كَسرَها العدوَان، والاحتمَال الثّاني: حُمُّص بضَمّ الحَاء وتَشديد ضمّة المِيم، وهو طَبَق بمَثَابة "فول أهل الشَّام"، أمَّا الاحتمَال الثَّالث فهو حَمَص بفَتح الحَاء والمِيم، وهو فِعلٌ تَتحوَّل فِيه الحُبوب مِن لَونٍ إلَى لَون، ويُقال: حمَصَ يَحْمِصُ، ومِنه أُخذت كَلِمَة "مَحَامِصْ"..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقِيَ القَولُ: هَذِه الزَّاويةُ مِنْكُمْ وإليكُمْ، فأرْشِدُونِي يَا قَوْم، هَلْ أتَوكّلُ عَلى اللِه وأستَمرُّ في التَّشكِيلِ؟ أمْ أتوبُ إلى ربّي وأقلعُ عَنهُ إلى غَيرِ رَجْعَةٍ..؟!!! --------------- تنويه: جَاءني عَن طَريق الزَّميل العَزيز "عبدالله فلاته" عِتَابٌ وَصَلَهُ مِن لَاعب الاتّحاد الكابتن "سعد بريك"، يُؤكِّد فِيهِ اللَّاعب أنَّه لَم يَأتِ مِن نَادي المَجد بيَنبع، وإنَّما جَاء مِن حَارات الهِندَاويّة، وهنَا أعتَذر للكَابتن "سعد" وللقُرَّاء والقَارِئَات عَن هَذه المَعلومة غَير الدَّقيقة..! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain