تشير بعض الدراسات إلى أن أغلب الموظفين والعاملين في المؤسسات والشركات والقطاعات الخاصة بالشرق الأوسط،يفتقدون الولاء والإخلاص (الانتماء الوظيفي) للشركات التي يعملون بها،ويرى خبراء الإدارة أن الحفاظ على بقاء الموظفين الأكفاء يعد من التحديات الكبرى التي تواجه الشركات في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط؛وعكس ذلك تماماً الموظفون العاديون المتمسكون بوظائفهم،وراضون بالعائد المادي،حتى وإن لم يكن هناك ولاء وإخلاصاً للوظيفة،حتى لو كان هذا العائد المادي ثابتاً لا يتغير إلى الأفضل،ولا يوجد أية أمور أخرى كالحوافز والمكافئات،وتجدهم متمسكين بوظائفهمولكن كل هذا لا يتناسب مع الموظفين الأكفاء ومهاراتهم،ولن تستطيع الشركة المحافظة عليهم وستفقدهم وبكل بسهولة،خاصة عندما يشعرون بأن العائد عليهم مقابل إنتاجياتهم،وإبداعاتهم قليلاً، سواء كانت مادياً أو معنوياً،ولا يوجد هنالك أي تشجيع أو تحفيز أو تطوير،فسيجدون أنفسهم أنهم لن يستطيعوا التكيف أو الاستسلام لمثل هذه الظروف،وسيخرجون للبحث عن المكان الأفضل والمناسب لتلبية رغباتهم وطموحاتهم ويكون محتضناً لإبداعاتهم،ويشعروا بالولاء والإخلاص للوظيفة.وهذ ما يحصل عند غالبية الشركات باختصار. أما ما يخص القطاعات العامة،أو بما يعرف بالجهات الحكومية،فأعتقد بأن الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الولاء والإخلاص الوظيفي،وسبباً رئيسيا في تدني بعض الخدمات،فهي كالتالي: -تدني وقلة الرواتب بصفة عامة،وعدم تجديد وسن أنظمة تتواكب مع الوقت الحالي ومتغيراته. -التعيين أو التوظيف على وظيفة لا تناسب المؤهل أو التخصص،أو تكون أقل من ذلك بكثير.وذات دخل قليل جداً. -عدم المساواة في منح وإعطاء الحوافز لمستحقيها،وحكرها على أشخاص دون آخرين -انعدام مبدأ التشجيع والتحفيز المادي والمعنوي للمبدعين والمنتجين. -السرعة في اتخاذ الحكم على المخطئ وعقابه،دون أن يعرف ويبين له خطأه ليتعلم منه،ولتفاديه مستقبلاً. -وضع الموظف في المكان الغير مناسب لقدراته. -عدم إتاحة فرص التطوير والتدريب للجميع دون استثناء،أو تكون حكراً لأشخاص دون غيرهم،ويكون سبباً في توليد الحزازيات،وقلة الإنتاج. -وجود البيروقراطية لدى بعض الجهات،وانعدام مبدأ الشفافية،والعمل بروح الفريق الواحد. -المساواة في الحوافز بين الموظف المبدع والمنتج بغيره من الموظفين الأقل إنتاجا وتميزاً،والتفرقة بينهم عند العقاب. -عدم وجود هيكلة إدارية ذات رسالة ورؤية واضحة لدى بعض الجهات. -تداخل الصلاحيات الإدارية،وكثرة المهام وتعددها،أو توزيع المهام مع انعدام الموازنة بين مهمة وأخرى. -غموض سلم التدرج الوظيفي والترقيات. هذا فقط ما تسنى لي ذكره من الأسباب،وإلا فهناك الكثير،وتختلف من جهة إلى أخرى،وليس المقام هنا لنذكرها من أجل أن نذكرها،ولكن لإيجاد الحلول لها. عزيزي/هل تعتقد أن الموظف يستطيع التغلب وأن ينتج ويبدع،وأن يطور من مهاراته،في ضل وجود كل هذه العوامل والمسببات وهل ترى أنها تشكل حاجزاً وعائقاً أمامه!؟ الكاتب/ عبدالله بن سلمان السحاري