لم يكن مثل هذا اليوم نعم لم ولن يكن مثل هذا اليوم فالأيام تتشابه بل الشهور والسنون في تجمد المشاعر تحت درجة الصفر ، تختلف في اسمائها وأحداثها بعد رحيله فلقد رحلت روحي برحيله لم تعد الفرحة كما كانت والضحكة اصبحت اقل انفعالا والبسمة فتر بريقها والكلمات اصبحت مجرد حروف متراصة تكون كلمة وكلمتين فتصيغ جمل لا تنبض إلا ببصيص من الحياة ، حتى الوان الطيف امتزجت وأنتجت سراب لا وجود له. لم يكن مثل هذا اليوم ولن يكون فاليوم ينقصه الكثير ينقصه ابي بل روح قلبي لن اقل قلبي فقلبي مازال موجودا لينبض بالدعاء له والدعاء لنفسي ان اجتمع به في الفردوس الاعلى ان شاء الله حيث لا فراق ولا حزن ولا الم انا لا اتذكر والدي لأنني لم انساه قط وكيف انسى نفسي فإن رحل بجسده فلقد ترك خلفه حنان وعطف واهتمام وحب وتضحيات وتفاني من اجل سعادتنا. أبي كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء نحن امتداد لك يا أبي لن تموت طالما نحيا بإسمك وننشر سيرتك العطره من خلال تعاملنا مع الاخرين فعملك الطيب مازال مستمر رغم غياب جسدك عن الحياة , إن حزنت فحزني على فراقك وعدم استطاعتي تقبيل رأسك ويدك ولكن ما يثلج صدري وفاتك في افضل الايام عند الله يوم الجمعة وأفضل الشهور عنده وهو شهر رمضان في عشرة المغفرة وكلي ثقة ورجاء في الله أن يشملك بعفوه ومغفرته ويدخلك فسيح جناته وان يجمعني بك في جنانه ف أمتع ناظري بمحياك وأطفئ نار شوقي برؤيتك وأطيب جراح قلبي الموجوع , عزائي أن هذه الدنيا مجرد محطة انتظار كلا ينتظر موعد رحلته الاخيرة للدار الاخرة حيث يلتقي الاحبة لقاء لا فراق بعده لقاء طال انتظاره يحمل كلا منا حقائب اعماله وكلما صلحت تلك الاعمال كلما حصلنا على مقعد صدق عند عزيز مقتدر , اللهم اجعلنا و أبائنا ممن يتسلمون كتابهم بيمينهم وتقول لهم الملائكة ادخلوها بسلام امنين . لكل من توفى والده ولمن لا يزال والده على قيد الحياة كن بارا بوالدك مطيع له محسنا اليه محافظا على ابتسامته اجعله سعيدا دائما وأبدا فإن توفى فلا تقطع برك به بل ادعو له اناء الليل وأطراف النهار , تصدق له يوميا ولو بريال , إن والدك يحتاجك حيا وميتا فلا تبخل عليه انة يستحق كل خير الم يحرق نفسه ليضئ حياتك , الم يحرم نفسه ليسعدك , الم يضحي ليكونك , وإن ابكاك يوما فهو لم يبكيك إلا لتحصد في المستقبل ما يضحكك , لن نوفي حق الأب وكيف نوفيه ولقد اقترنت طاعته بطاعة الرب إن لم تكن في معصية . أبائنا هم عنواننا فإن اضعناهم اضعنا مكاننا ومكاننا ليس مجرد حجارة بل هو خير وحب وأمان ورحمة وعرفان وبر وإحسان بين طيات القلوب نغدقها على ابائنا بعدما سقونا من دمائهم ودموعهم فهل تنبت تلك السقيه ما كانوا يتمنونه , اللهم لا تخيب ظن اب بابنه فلنكن عند حسن ظنهم احياء ومفارقين فهم ليسوا اموات بل احياء في قلوب مازالت تحيا بحبهم وببرهم وبالإحسان اليهم , وليكن شعارنا ابي مازال حيا مادمت حي وبإذن الحي في الجنان نلتقي . معذرة أبي ما خطة قلمي لا يمثل إلا واحد على مليون من حقك علي وقد لا يمثل شيئا . الكاتبة: مرفت محمود طيب