الجزيرة - واس: افتتح صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الرئيس الفخري للجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحية أمس فعاليات المؤتمر السعودي الخامس للصحة الإلكترونية الذي تنظمه جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية في الرياض. ولدى وصول سمو ولي ولي العهد كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومعالي نائب وزير الحرس الوطني الأستاذ عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري, ومعالي المدير العام التنفيذي لشئون الصحة بوزارة الحرس الوطني مدير جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية الدكتور بندر بن عبد المحسن القناوي. وفور وصول سموه لمقر الحفل عُزف السلام الملكي.. ثم صافح سمو ولي ولي العهد المديرين التنفيذيين للشؤون الصحية ووكلاء وعمداء الجامعة وأعضاء الجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية. وبعد أن أخذ سموه مكانه في الحفل, بُدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى سمو ولي ولي العهد كلمة فيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين. أصحاب المعالي، أصحاب السعادة, أيها الحفل الكريم, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يتجدد اللقاء بكم في مناسبة انعقاد المؤتمر السعودي الخامس للصحة الإلكترونية لعام 2014م, وإنه لمن دواعي سروري مشاركتكم حفل افتتاح هذا المؤتمر الواعد, مرحباً بالحضور الكرام, داعياً المولى عز وجل أن يحقق هذا المؤتمر الأهداف المأمولة، وأن يخرج بتوصيات إيجابية وفاعلة تسهم في تفعيل وتطبيق آليات الصحة الإلكترونية على الوجه الأتم في هذا المجال التقني المرتبط بشكل مباشر بصحة الفرد والمجتمع. أيها الحفل الكريم.. يأتي الاهتمام بشكل كبير في تقنية المعلومات والاتصالات إيماناً بأهمية تطبيق التقنية الإلكترونية في مجال الرعاية الصحية وتأثيرها على أمورنا الحياتية بشكل عام, ولا سيما الحياة الصحية لكل مواطن وتعتمد هذه الأنظمة على عدد من الجهات ذات العلاقة مثل القطاع الصحي وقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وقطاع التخطيط والإحصاء وقطاع الإعلام, ناهيك عن القطاعات غير الحكومية المهتمة بتطوير هذا المجال المهم، وفق خطط إستراتيجية تهدف إلى تطوير نظام التعاملات الإلكترونية والرفع من قدرته على استيعاب ومواكبة كل جديد, والحرص على ضمان جودة عالية تُعنى بصحة المريض ورعايته وفقاً للمعايير المدعومة بنظام صحي إلكتروني. ضيوفنا الأعزاء.. إن انعقاد هذا المؤتمر «المؤتمر السعودي للصحة الإلكترونية» للمرة الخامسة يصوّر جزءاً مما تشهده المملكة العربية السعودية ولله الحمد في مرحلة البناء والتطوير على كافة الأصعدة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود, وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظهما الله -, وأخص بالذكر المجال الصحي الذي يلقى عناية ودعماً ومتابعة مستمرة من ولاة أمرنا - حفظهم الله - لتوحيد الجهود والأهداف والآليات من أجل تفعيل التعاملات الإلكترونية في جميع القطاعات، وإنني ومن هذا المنبر أتطلع لرؤية حرص الجهات ذات العلاقة على تأهيل كوادر وطنية تسهم في رفع الخدمات الصحية الإلكترونية المقدّمة للمواطن السعودي, أسوة بالتجربة الرائدة لجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية التي بادرت بتأهيل أبناء وبنات الوطن, وتسليحهم بالعلم والمعرفة من خلال إنشاء كلية المعلوماتية الصحية, وتصميم عدد من برامج الدراسات, والدراسات العليا في هذا المجال. وفي الختام, أبارك افتتاح هذا المؤتمر, سائلاً المولى عز وجل أن يحقق انعقاده الوصول إلى توصيات تكون - بإذن الله - عوناً لتعزيز استخدام التقنية وتسريع عجلة التحول الإلكتروني للخدمات الصحية, وأن يكون فيما يعقد من مؤتمرات في هذه المجالات عوناً للمتخصصين في المجال الصحي للعمل على تطوير هذا القطاع الحيوي. ولا يفوتني أن أشكر القائمين على الجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية، مثمّناً جهودهم المباركة, مع شكري وتقديري لكل من شارك وساهم في إنجاح هذا المؤتمر المهم من العلماء والمتحدثين والمهتمين بالصحة الإلكترونية وجميع اللجان المنظمة, والحضور الكرام, وفقكم الله جميعاً لما فيه الخير للوطن والمواطنين. وأضاف سموه قائلاً: «إن التعاملات الإلكترونية أصبحت خيراً لا بد منه، ولا يقتصر ذلك فقط على المجالات الصحية بل بكل مفصل من مفاصل الدولة، وبالأمس احتفلنا وكان لي الشرف بتوزيع الجوائز ومنها على سبيل المثال: ثلاث جوائز لوزارة الخارجية ووزارة الداخلية جائزتان أو ثلاث جوائز، وأتمنى أنه في يوم من الأيام يكون التنافس في هذا المجال لإنجاز عمل المواطن، لأن التعاملات الإلكترونية ما هي إلا أداة لإنجاز عمل المواطن في وقت قياسي»، مؤكداً سموه أنه بحكم عمله السابق ومعرفته أن الحرس الوطني حريص على أن يحصل كل مواطن على رعاية صحية وفق معايير مدعومة بنظام صحي إلكتروني، متمنياً أن تحذو الدوائر الحكومية كافة حذو جامعة الملك سعود والدوائر الحكومية الأخرى التي اهتمت بالتقنيات الحديثة. عقب ذلك شاهد سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز والحضور عرضاً مرئياً بعنوان: «كفاءة التشغيل ومستقبل التوطين» يروي قصة المعلوماتية الصحية وتطبيقاتها في الصحة الإلكترونية بالشئون الصحية في وزارة الحرس الوطني. عقب ذلك ألقى معالي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني مدير جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية الدكتور بندر بن عبد المحسن القناوي كلمة قدم فيها شكره لراعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الرئيس الفخري للجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحية، على رعايته للمؤتمر السعودي الخامس للصحة الإلكترونية للعام 2014 للميلاد، وبأصحاب السمو والمعالي الحضور. وقال: إن المؤتمر شهد منذ انطلاقته في العام 2006 م، دعم سموكم وحرصكم الدؤوب على النهوض بمستوى الخدمات التقنية التي من شأنها أن تعزز القطاع الصحي وتدفعه أشواطاً نحو المستقبل التقني الأمثل، حيث تجسّد ذلك في توجيهكم الكريم من توفير رؤية إستراتيجية يمكن من خلالها التأسيس للصحة الإلكترونية وتوطينها عبر كوادر سعودية مؤهلة، للنهوض بمستوى الخدمات الصحية، ولمواكبة الازدياد المطرد في عدد المستفيدين من هذه الخدمات، والحاجة الماسة لتطوير الآلية القادرة على استيعاب هذا التزايد، والوصول بمستوى الخدمات الصحية إلى أعلى المقاييس العالمية. وأشار الدكتور القناوي إلى أننا نعيش اليوم نقلة تقنية نوعية بسبب ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من دعم غير محدود لكل ما من شأنه النهوض بمستوى الخدمات الصحية في مختلف مناطق مملكتنا الغالية، وبسبب ما تيسر لها من كفاءات وطنية متخصصة قادرة على توفير الخدمات الصحية الإلكترونية بمنتهى الكفاءة والاقتدار. كما قدم الدكتور القناوي شكره لسمو ولي ولي العهد على تبنيه فكرة موسوعة الملك عبد الله بن عبد العزيز العربية للمحتوى الصحي، والمتابعة الشخصية للمشروع، ومباركته الكريمة بتدشين المرحلة الأولى للموسوعة خلال انطلاق المؤتمر الرابع في العام 2012م، لتصبح بذلك أول موسوعة عربية إلكترونية للمحتوى الصحي، متاحة لـ 300 مليون مستخدم عربي حول العالم. وقال المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني: إنه بعد عامين من إطلاق المرحلة الأولى، تم تطوير تطبيق الموسوعة الصحية للهواتف المحمولة، وبرنامج مستكشف الأعراض من جامعة هارفرد، إضافة إلى أكثر من 350 صفحة شهريًا لمحتوى الموسوعة، إلى جانب أن عدد الزوار للموسوعة في تزايد مستمر، فعند إطلاق الموسوعة عام 2012 كان عدد الزيارات 850,000 زيارة، وفي عام 2013 وصل العدد إلى 14 مليون زيارة، أما في عام 2014 فأصبح معدل الزوار اليومي للموسوعة 50,000 زيارة يومياً من المملكة العربية السعودية ومصر والجزائر والمغرب وبقية أقطار الوطن العربي. وأضاف أن المدن الطبية للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني وهي تستشرف مستقبلاً زاهراً ومقترناً بأحدث التقنيات الصحية، لتتشرف برفع أسمى آيات الثناء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وإلى سمو ولي ولي العهد، - حفظهم الله -، على ما يولونه لمختلف المشاريع الوطنية من دعم ومساندة تكفل لها جميع مقومات النجاح. كما قدم شكره لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني على دعمه المتواصل وغير المحدود لكل مشاريع التطوير الهادفة للنهوض بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، وقطاعاته المختلفة. فيما أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحية الدكتور بندر بن صالح الحقباني في كلمة له أن الجمعية التزمت بالعمل جنبًا إلى جنب مع القطاعات الصحية لتطوير مشاريع الصحة الإلكترونية وتقديم الاستشارات والدراسات والتوصيات للجهات الصحية المختلفة، والتغلب على التحديات التي تواجه نجاح مشاريع الصحة الإلكترونية - على المستوى العالمي - كنقص الكوادر البشرية المتخصصة، وإيجاد لوائح ومعايير تحكم وتقنن هذا التحول الإلكتروني، وإيجاد البنية التحتية المناسبة. وأبان أن الجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحية في هذا المؤتمر ستناقش هذه التحديات من خلال المحاور الرئيسة في جلسات هذا المؤتمر من قِبل الخبراء العالميين والمشاركين بأوراق العمل، لمناقشة أفضل الطرق في تطبيق الصحة الإلكترونية، واستخدام التقنية المساعدة في العملية الطبية، وتوسيع نطاق الخدمات الطبية باستخدام تقنيات التشخيص، والمتابعة الطبية عن بُعد، وتطوير قاعدة البيانات الطبية واستخدام التحليل الذكي، وتطوير تعليم المعلوماتية. إثر ذلك كرَّم سمو ولي ولي العهد أعضاء الدورة السابقة لمجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحية. ثم تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة من جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية قدمها معالي الدكتور بندر القناوي. كما تسلم سمو الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز هدية تذكارية بهذه المناسبة من جامعة الملك سعود للعلوم الطبية قدمها معالي الدكتور بندر القناوي. كما تسلم أيضاً معالي الأستاذ عبد المحسن التويجري هدية بهذه المناسبة من جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية قدمها معالي الدكتور بندر القناوي. بعد ذلك دشّن سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز المعرض المصاحب للمؤتمر، حيث قصّ سموه الشريط إيذاناً بافتتاح المعرض. وتجول سمو ولي ولي العهد بالمعرض واستمع لشرح مفصل من القائمين عليه، ومن مندوبي الشركات المشاركة فيه، مبدياً سموه إعجابه بما شاهده. بعد ذلك اطلع سموه على موسوعة الملك عبد الله بن عبد العزيز العربية للمحتوى الصحي، واستمع لشرح مفصل من القائمين عليها، حيث بيّنوا أن الموسوعة عبارة عن موقع إلكتروني صحي متاح للجميع على شبكة الإنترنت، حيث يقدم معلومات موثقة باللغتين العربية والإنجليزية بالإضافة للعديد من الخدمات بالتعاون مع عدد من الجهات الدولية والمؤسسات المرموقة في مجال التثقيف الصحي. إثر ذلك التقطت الصور التذكارية مع سموه.. ثم عُزف السلام الملكي، بعدها غادر سمو ولي ولي العهد الحفل مودعًا بالحفاوة والتكريم. حضر الحفل صاحب السمو الأمير خالد بن عبد العزيز بن عياف آل مقرن وكيل الحرس الوطني لشؤون الأفواج، ومعالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد جميل ملا، وعدد من أصحاب المعالي، وعدد من أمراء الأفواج وكبار القادة العسكريين بوزارة الحرس الوطني وكبار المسئولين من مدنيين وعسكريين.