×
محافظة المنطقة الشرقية

ثقافي / انطلاق مهرجان الطفل العالمي السابع بالمنطقة الشرقية

صورة الخبر

مشكورة هي ولا شك جهود الهيئات والأفراد في محاربة الفساد المالي، لكن مجرد تجفيف النقاط المتساقطة على الأرض لا يساعد على الاجتثاث الجذري للفساد، فما يساعد على ذلك هو إغلاق المصدر، والمصدر المسوغ للفساد المالي الواسع النطاق هو نوعية الثقافة العامة السائدة، ومجرد القول إن ضعف الوازع الديني هو سبب الفساد المالي حتى لدى قضاة ومشايخ يترأسون جمعيات خيرية ويؤمون الناس بالصلوات لا يكفي للإجابة على السؤال المعقد عن نوعية الثقافة التي تشجع على الفساد أو على النزاهة، ويكفي أنه في قائمة الدول الأكثر نزاهة في العالم لعام 2013 العشرين مرتبة الأولى كلها دول تصنف بأنها الدول الأقل تدينا وأولها «الدنمارك» والتي اللادينية أو الإلحاد هي السائدة على ثقافتها العامة، بينما وللأسف أكثر الدول فسادا ماليا هي أكثرها تدينا وتحديدا هي دول إسلامية بل وفيها حروب دينية من فرط التعصب الديني، ولم يحصل تغير يذكر في هذه القائمة منذ بدأ رصد درجة الفساد والنزاهة في دول العالم بأواسط التسعينات، رغم حصول تغير في الأنظمة السياسية وثورات وانقلابات، ومن الواضح أن هناك عناصر ومفاهيم وقيما ومبادئ وأنماطا فكرية وسلوكية معينة في بعض الثقافات تجعل الغالب على أهلها النزاهة المالية، وبالعكس هناك ثقافات تتضمن ما يجعل الغالب على أهلها عدم النزاهة المالية، وهي لا تتعلق بالضرورة بالرفاه المالي، فأكثر الدول نزاهة ليست هي أغنى الدول بالإضافة لأن فيها أعلى ضرائب في العالم، وأغنى الدول ليست هي أكثرها نزاهة وإن كانت بلا ضرائب، والتوصل لجواب قاطع يتطلب دراسات أكاديمية موسعة، لكن بالعموم يبدو أن العنصر الفارق هو ثقافة «الفشخرة» أو التباهي، أي ثقافة الفخر بالمظاهر المادية لغرور النفس وليس الفخر بالإنجازات والقيم الجوهرية للإنسان.