تستعمل كلمات الخير والخيِّرة والخيْرة عادة في الأعمال الصالحة والهدف الوحيد لجميع المسلمين والمسلمات السباق إلى الخيرات قال تعالى (ولكل وجهةٌ هو موليها فاستبقوا الخيرات)، وعندما تترجم كلمة الخير إلى أي لغة تعطي دلالة على العمل الصالح، ومن أسماء المدينة المنورة: الخيّرة والخَيْرة والخيْر وسميت بها لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتفق عليه «تفتح الشام فيخرج من المدينة قومٌ بأهليهم يبسُّون، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم تفتح اليمن فيخرج من المدينة قومٌ بأهليهم يبسُّون، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، ثم تفتح العراق فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسُّون، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون). متفق عليه (يبسُّون أي: يصدرون أصواتاً لتسرع الدواب عند السفر) ومجالات الخير في هذه المدينة الطاهرة متعددة: حيث يسير الزائرون والزائرات على أرضها وسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- شاخصة أمامهم، وليست وصفاً نظرياً؛ حيث يرى الجميع مواقع الغزوات التي حدثت بها مثل موقع غزوة أحد، وغزوة الأحزاب، وموقع غزوات يهود (بني قينقاع، بني النضير وبني قريظة) وموقع غزوة الغابة، أليست هذه المواقع جزءاً من سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يشاهدها من زارها عملياً؟ ويستمتع بالسيرة المكانية، ومن مجالات الخير أيضاً أن صلاةً في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، ومن خيرية المدينة أيضاً مسجد قباء لأن من تطهّر في بيته وأتى هذا المسجد ماشياً أو راكباً كما كان يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فله أجر عمرة، وبها مجالات أخرى للخير؛ حيث البقيع، ومقبرة سيد الشهداء، والأودية والجبال المباركة، ومنها جبل أحد الذي أحبّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأحبّه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فهلمّوا بأبنائكم وبناتكم إلى الخيّرة والخَيْرة والخيْر المدينة المنورة.