أشارت دراسة صدرت في برلين اليوم الثلاثاء إلى أن مؤشر ثقة الاستثمار في ألمانيا حقق مكسب مفاجئا في شهر تشرين ثان/نوفمبر الحالي، وذلك للمرة الأولى منذ بداية هذا العام، الأمر الذي أنعش الآمال بأن ألمانيا التي تعد أكبر اقتصاد في أوروبا ستلقى دفعة خلال الأشهر المقبلة. وقال معهد البحوث الاقتصادية الأوروبي " ز.إي.دبليو" ومقره مدينة مانهايم الألمانية أن مؤشره الذي يقيس توقعات المستثمرين والمحللين ومزاجهم العام ويتم مراقبته بشكل وثيق ارتفع إلى 5ر11 نقطة خلال الشهر الحالي، مقارنة بنحو 6ر3 نقطة بالسالب في تشرين أول/أكتوبر الماضي. وكان المحللون قد توقعوا أن يرتفع المؤشر بمعدل 5ر0 نقطة فقط. وأوضحت جينيفر ماكون وهي خبيرة اقتصادية بارزة تعمل في شركة الأبحاث الاقتصادية " كابيتال إكونوميكس " ومقرها لندن أن " الدراسة توحي بأن ألمانيا ستقود قريبا عملية الانتعاش الاقتصادي بمنطقة اليورو مرة أخرى، ولكن ذلك سيحدث مع تحقيق معدل نمو متواضع لن ينجح في كفالة حدوث إنعاش ذي مغزى في بقية دول المنطقة ". وجاءت الزيادة في المؤشر بعد أن ساعد تراجع سعر اليورو قطاعات التصدير الرئيسية، ومن بينها الكيماويات والسيارات وهندسة الآلات ". كما أن إصدار الدراسة جاء بعد إجراءات للتحفيز الاقتصادي اتخذها البنك المركزي الأوروبي، وتشمل خفض أسعار الفائدة. وقال كلمينس فويست رئيس معهد " زد.إي.دبليو" إن " أرقام النمو الأخيرة لمنطقة اليورو توحي بأن الاقتصاد في طريقه للاستقرار، الأمر الذي أسهم في ارتفاع المؤشر ". غير أن فويست حذر من أن الاحتكاكات الدولية بما فيها الأزمة بين الغرب وروسيابسبب أوكرانيا، خلقت بيئة عالمية يشوبها التوتر. وأضاف " مع ذلك لا تزال البيئة الاقتصادية هشة، ليس فقط بسبب التوترات الجغرافية السياسية الجارية ". وقد شهد اقتصاد دول منطقة اليورو التي تضم 18 دولة توسعا بأكثر مما هو متوقع خلال الربع الثالث من العام المالي الحالي، وذلك بدافع من نمو الاقتصادات الأكثر ضعفا وفقا للبيانات التي صدرت يوم الجمعة الماضي.