أكد عدد من المختصين والاقتصاديين المكانة التي حظيت بها المملكة بتبوئها المرتبة ال34 عالمياً وفق تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2014، الذي صنع لها المكانة التي تليق بثقلها التنموي والاقتصادي نظير الجهود المتواصلة والعزم نحو ترسيخ مركزها ضمن مجموعة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة. وأشاروا إلى أن هذا التقدم الذي أحرزته المملكة شرف لكل مواطن ويحمل في طياته تطورات إيجابية نحو البناء والتطور والنهوض بالتنمية البشرية التي تعد أساس تقدم الشعوب ونهضتها ودليل على تحسن الناتج عن مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما فيها إنجازات الموارد المالية وتوفير العيش المتكامل للإنسان والحرص على إيجاد التحصيل العلمي والمعرفي له. من جانبه ثمن عميد معهد الاقتصاد الإسلامي الدكتور عبدالله قربان تركستاني تبوء المملكة المرتبة 34 عالمياً مقارنة بالمركز 57 في تقرير عام 2013، منضمة إلى مجموعة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة والذي جاء في حد قوله نتيجة للعمل المتواصل والدعم غير المحدود الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد للارتقاء بالتنمية البشرية. وقال تركستاني: «بلوغ المملكة هذه المكانة العالمية لم يأتِ من فراغ بل بعد تطبيق مقاييس ومؤشرات ورصد لأبعاد هامة تتمثل في الصحة والتعليم والدخل، وحصر المعلومات المتنوعة والبيانات التفصيلية عن مجمل مؤشرات التنمية البشرية في 187 دولة، مما يدلل على مواضع القوة في مسيرة التنمية البشرية في المملكة، وتحقيقها المزيد من الإنجازات على مستوى الدولة والمواطن. وأوضح رئيس قسم الصحافة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الحبيب أن تقرير التنمية البشرية الذي منح المملكة هذه المكانة المتقدمة يعزز حقوق الإنسان والفكر التنموي الذي تحرص عليه المملكة وتنفيذه على أرض الواقع بما يكفل تحقيق الإنجازات في مجالات الحياة للفرد واكتساب المعرفة ومستوى المعيشة اللائق، مما دلل عليها بلوغ المملكة المرتبة ال34 في تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2014. وأكد أن هذا التقرير يعكس بوضوح مستوى التنمية البشرية التي تعيشها المملكة في مختلف المجالات والجهود المبذولة في مجالات التعليم والصحة والنمو الاقتصادي، التي تأتي استجابة للتوجيهات السديدة والمستمرة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد، كما تعكس الأهداف التي بنيت عليها خطط التنمية المتعاقبة لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والإدارية. وعبر رئيس قسم الاتصال التسويقي بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أنمار بن حامد مطاوع عن فخره واعتزازه بالمرتبة المتميزة للمملكة عالمياً، لافتاً النظر إلى أن مؤشر التنمية البشرية هو قياس موجز لتقييم التقدم الطويل الأمد في ثلاثة أبعاد أساسية في التنمية البشرية: حياة طويلة، والصحة، والوصول إلى المعرفة ومستوى معيشي لائق على الرغم من المخاطر التي تواجه المنطقة العربية من نزاع وبطالة في صفوف الشباب وعدم مساواة، والتي تعطل من شأنها مسيرة التنمية البشرية اليوم وفي المستقبل. ونوه مطاوع بأن هذا التقدم هو ترجمة عملية لجميع البرامج والخطط والمشروعات التي أقرتها المملكة تباعا خلال السنوات الماضية وفي مقدمتها تطوير التعليم والنهوض بالشأن الصحي والإنفاق السخي وتخصيص نسبة عالية من موازنة الدولة لتطوير قطاع التعليم في المملكة، حيث أوجدت هذه العوامل طفرة حقيقية في بناء وتنمية الإنسان السعودي على مختلف الأصعدة ليكون مساهماً بفاعلية واقتدار بجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين. وأوضح رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة صالح بن عبدالله كامل أن تقدم المملكة في تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة يعد قفزة كبيرة وإنجازا كبيرا يدعو للفخر والاعتزاز، وجاء نتاج عمل وجهد كبير تم على أرض الواقع، مشيراً إلى أن هذا المكان المتميز الذي شغلته المملكة جاء بعد التنافسية ضمن قائمة دول العالم ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً، وهو ثمرة الدعم المباشر وغير المحدود من حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد، من أجل توفير كل السبل التي من شأنها الارتقاء بالتنمية البشرية بشكل مباشر. وأكد كامل أن هذه المكانة التي حلت بها المملكة خير دليل على ازدهارها وتقدمها اقتصادياً مما يتيح لأصحاب الأعمال والمستثمرين والعاملين في القطاع الخاص العمل على الارتقاء بمستوى الأداء، منوهاً بأن تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2014 فرصة للبناء على مكامن القوة في مسيرة التنمية البشرية في المملكة وتحويلها إلى فرص لتحقيق المزيد من الإنجازات. وأفاد عميد كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أيمن بن صالح فاضل أن ما شدته المملكة من توسع في التعليم الجامعي النوعي والزيادة الكبيرة في عدد الجامعات التي تأسست في غضون السنوات القليلة الماضية لعب دوراً رئيساً في بلوغ المملكة المكانة المتقدمة في تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2014، لأن التعليم جانب مهم لتنمية قدرات أبناء وبنات الوطن في تخصصات مختلفة، وتدريبهم ليدخلوا سوق العمل وتلبية متطلبات واحتياجات النمو والازدهار الذي تشهده المملكة في مختلف المجالات. وأشاد فاضل في هذا الصدد بجهود عدة جهات ذات علاقة مباشرة بتنمية الموارد البشرية كوزارة التربية والتعليم ووزارة العمل والتعليم العالي وغيرها من جهات في القطاعين الحكومي والخاص، مما انعكس في تعزيز تنافسية الاقتصاد وتنمية وجذب الاستثمارات، حيث أن هذا التحسن الكبير والمركز المتقدم للمملكة هي رسالة بالغة الأهمية لمجتمع قطاع الأعمال مما يؤكده الكادر الوطني الذي يمثل نقطة قوة تسهم في زيادة قدرة المملكة التنافسية بين منظومة دول العالم، داعياً الله أن يحفظ لهذه البلاد مكانتها وأن يوفقها لما فيه صلاح أبنائها وأن يديم عليها نعمة الأمن والرخاء وقيادتها الرشيدة.