تعود بداية العلاقات السعودية الأمريكية إلى عام 1931م، حينما منح جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – تغمده الله بواسع رحمته – حق التنقيب عن النفط في المملكة لشركة أمريكية، تبعها توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين عام 1933م، عزّزها أكثر لقاء الملك عبدالعزيز بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عام 1945م، لتتطور عبر السنين لتحالف استراتيجي دعم متانة العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. وتأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، الحالية للولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من معالي وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل، في إطار تعزيز هذه العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين التي امتدت على مدى أكثر من 80 عامًا، شهدت خلالها تطابق الرؤى حول العديد من القضايا التي تخدم مصالح البلدين. وكانت أول زيارة قام بها وفد سعودي رفيع المستوى إلى الولايات المتحدة عام 1943م، عندما أرسل الملك عبدالعزيز، نجليه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالعزيز وزير الخارجية، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالعزيز – رحمهم الله جميعا- لبحث مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين. وفي شهر يونيو من عام 1945م زار الأمير فيصل بن عبدالعزيز الولايات المتحدة الأمريكية ممثلاً للملك عبدالعزيز – تغمدهما الله بواسع رحمته – لحضور تأسيس الأمم المتحدة في مدينة سان فرنسيسكو. أما في عام 1951م تم تحويل اسم الشركة الأمريكية المنقبة عن النفط في المملكة من (شركة كاليفورنيا أربيان ستاندرد أويل) إلى (الشركة العربية الأمريكية للنفط) التي عرفت فيما بعد بشركة (أرامكو السعودية)، وفي عام 1951م وقعت اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين. وكان الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله - أول ملك سعودي يقوم بزيارة للولايات المتحدة وذلك في 12 يناير من عام 1947م اجتمع خلالها بالرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور، في حين كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أول رئيس أمريكي يزور المملكة عام 1974م واجتمع مع جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -. وخلال شهر فبراير عام 1962م، زار الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - الولايات المتحدة مرة ثانية، واجتمع مع الرئيس الأمريكي جون كيندي لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتلبية حاجة المملكة الأمنية، وفي عام 1966م التقى الملك فيصل بالرئيس الأمريكي لندون جونسون، وبحث معه تأسيس شراكة سعودية أمريكية لعمل مشروعات التنمية في المملكة. والتقى الملك فيصل - رحمه الله - عام 1971م بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في واشنطن، وتم عام 1974م تأسيس اللجنة الاقتصادية السعودية الأمريكية المشتركة. وزار الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – أمريكا في شهر أكتوبر 1978م، وفي العام ذاته زار فخامة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر الرياض، واجتمع مع الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وبحثا إلى جانب العلاقات الثنائية، ما عرف بمشروع الرئيس كارتر لتحريك عملية السلام بين العرب واسرائيل. وشهدت الولايات المتحدة زيارات رسمية لعدد من أصحاب السمو الأمراء، منهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – الذي زارها عدّة مرات منها برفقة الأمير فيصل بن عبدالعزيز (الملك فيما بعد) – رحمه الله - عام (1364ه 1945م) وعام (1389ه 1969م) حينما كان نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، كما زارها عام (1394ه 1974م) وعام (1397ه 1977م) حين كان ولياً للعهد. وفي 1985م زار الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – الولايات المتحدة والتقى الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في واشنطن، في حين زار فخامة الرئيس الأمريكي جورج بوش (الأب) المملكة ثلاث مرات، الأولى عام 1990م، تلتها زيارة عام 1991م، ثم عام 1992م، وفي كل هذه الزيارات كان الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله - على رأس مستقبليه. وفي 1994م زار فخامة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون المملكة، والتقى الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - في قاعدة حفر الباطن، وبحثا العلاقات بين البلدين. وقابل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عام 1998م - حينما كان وليا للعهد- الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في زيارته لأمريكا في إطار جولة عالمية شملت سبع دول، وسبق ذلك لقاءات بين كبار المسؤولين في البلدين، منها اجتماع الملك فهد والأمير عبدالله بنائب الرئيس الأمريكي آل غور عندما زار المملكة، واجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – عندما كان نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والمفتش العام بالرئيس كلينتون في البيت الأبيض. الزيارات المتبادلة حققت التفاهم حول كافة القضايا.. والتعاون في مختلف المجالات وزار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله - أمريكا - حين كان ولياً للعهد - عدة مرات، ففي الخامس والعشرين من شهر صفر من عام 1408ه الموافق السابع عشر من شهر أكتوبر 1987م زار الملك المفدى أمريكا، وقابل في هذه الزيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، وفي عام 1419ه 1998م قام بزيارة أخرى إلى واشنطن، ثم أتبعها بزيارة أخرى عام 1421ه 2000م. وعدت زيارتا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- للولايات المتحدة في شهر سبتمبر 1998م، وفي شهر إبريل عام 2002م من المحطات المهمة في دفع العلاقات بين البلدين الصديقين إلى مستوى أفضل. وتجلت هذه الأهمية في الترحيب الواسع من مختلف الأوساط الأمريكية انعكست بعض ملامحه في البيان الحكومي الأمريكي الذى صدر مع بدء الزيارة عن السفارة الأمريكية في المملكة للترحيب بالملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتأكيد عمق العلاقات السعودية الأمريكية التاريخية. وزاد التقارب السعودي الأمريكي أكثر، الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – إلى الولايات المتحدة عام 2005م – حينما كان وليا للعهد - وما تم خلالها من اتفاقيات علمية وقعها – أيده الله – مع فخامة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، لتفتح آفاقا واسعة في علاقات البلدين، والعمل على تنسيق المواقف حول القضايا الاستراتيجية والسياسية التي تهم البلدين الصديقين. وفي عام2008 م قام فخامة الرئيس الأمريكي جورج بوش بزيارتين للمملكة الأولى في شهر يناير والثانية في شهر مايو من العام ذاته، التقى خلالهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وبحثا تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. وفي الثالث عشر من شهر نوفمبر 2008م استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مقر إقامته بمدينة نيويورك فخامة الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي ثمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة إلى اجتماع حوار أتباع الأديان والحضارات والثقافات في مقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، مشيرًا إلى أن انعقاد الاجتماع في مقر المنظمة يعد تكريماً وتحية لدور الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تعميم ثقافة السلام والتقارب بين أتباع الأديان. أما في الخامس عشر من الشهر نفسه، شارك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رعاه الله - في اجتماع قمة مجموعة العشرين الاقتصادية بواشنطن، وكان في استقباله لدى وصوله مقر الاجتماع الرئيس الأمريكي جورج بوش. وقام فخامة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيارة الى المملكة في شهر يونيو من عام 2009م، واشتملت المباحثات التي أجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أزمة الشرق الأوسط، والعلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة وسبل تعزيزها. وزار الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله- الولايات المتحدة الأمريكية عدة مرات من بينها في 29-9-1985م، بتكليف من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - لإلقاء كلمة المملكة في الأمم المتحدة، ثم قام بزيارة رسمية لنيويورك في الشهر نفسه وقابل الرئيس الأمريكي ريجان. وبعد هذه الرحلة بعشر سنوات أخرى قام سموه – رحمه الله - برحلة إلى أمريكا عام 1416ه 1985م، لحضور احتفالات الأمم المتحدة بعامها الخمسين، وفي شهر رجب من عام 1420ه نوفمبر 1999م، زار سموه أمريكا مرة أخرى وقابل الرئيس الأمريكي بيل كلنتون. كما زار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - الولايات المتحدة الأمريكية في 11 إبريل 2012م بدعوةٍ من معالي وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، والتقى فخامة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وبحث تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في المجال العسكري والاستراتيجي المشترك.