×
محافظة المنطقة الشرقية

فتاة سعودية تقفز من سيارة “ليموزين” هربًا من سائقها لمحاولة التحرش بها

صورة الخبر

 توجد المياه على الكرة الأرضية.. في أشكال مختلفة.. متعددة على سطح الأرض. تسمى في هذه الحالة: (مياها سطحية). في وضعنا بالمملكة.. وكما تعلمون.. لا توجد مثل هذه المياه. لكن بقية أجزاء العالم لها نصيب وافر من هذه المياه السطحية. هناك الأنهار والبحيرات.. تصغر وتكبر من موقع لآخر.  التاريخ يؤكد أن جميع الحضارات قامت بجانب تواجد المياه السطحية على ضفاف أنهار الوطن العربي.. منها أرض العراق.. الغني بالمياه والموارد الأخرى. المكان الوحيد في العالم الذي قامت على أرضه حضارتان.. ومازال مرشحا لقيام حضارة ثالثة.  في وضعنا بالمملكة، نشاهد هذه المياه السطحية على شكل غدران في بطون أودية البلاد.. أو على شكل جداول مؤقتة.. تجري على سطح الأرض.. بعد موسم أمطار كثيف الهطول. نجد هذه المياه تجري في بعض أودية جيزان.. وبعض الأودية الأخرى في مناطق الدرع العربي.. سرعان ما تجف وتختفي.  أخيرا أصبحنا نشاهد هذه المياه السطحية في شوارع المدن.. أثناء تجمعاتها.. نتيجة لهطول الأمطار.. أو نتيجة انفجار أنبوب يحمل المياه.. أو بسبب غسيل ساحات البيوت.. أو نتيجة لخرير خزانات البيوت. نعمة ندوس عليها في الشوارع.  المياه السطحية في حركة مستمرة.. في زيادة ونقص.. وفقا لظروف نزول الأمطار. المملكة فقيرة جدا في المياه السطحية. كنتيجة نجد التوزيع السكاني لشبه الجزيرة العربية يتعاظم في المناطق المطيرة.. والواحات الغنية بالمياه الفوّارة (العيون).  في وضع آخر.. عندما تصبح هذه المياه تحت سطح التربة.. فالأمر يختلف.. التسمية تختلف. مع هذا الوضع تسمى (مياها جوفية). إذا كنّا نرى المياه السطحية.. ونستطيع ملامستها مباشرة.. فالمياه الجوفية لا نستطيع رؤيتها.. ولا ملامستها. كنتيجة لابد من العمل على اختراق التربة للحصول عليها. عدم وجود (مياه سطحية) لا يعني عدم وجود (مياه جوفية).  من المهم معرفة أن المطر يعد المصدر الطبيعي لجميع المياه العذبة.. منها المياه الجوفية. يتسرب ماء المطر من السطح إلى باطن الأرض. هذه المياه لا تعتبر مفقودة.. لكنها بهذا الفعل أصبحت مياها مخزونة.  نتيجة الخزن وتراكمه عبر السنين.. بجانب غزارة مياه الأمطار.. نجد أن هذه المياه بعد تشبع باطن الأرض.. تخرج على هيئة ينابيع فوارة في بعض المواقع. يتحقق هذا نتيجة لظروف جيولوجية الأرض.. من صخور، وتربة، ومسام، وميول. في مواقع أخرى لابد من استخدام أدوات ووسائل لحفر الأرض.. بهدف الوصول إلى المياه.. بغرض الاستفادة منها. هذه الوسائل نطلق عليها اسم (الآبار). تختلف وتتنوع حتى في الأعماق.  الأهم أن نعرف أن هناك (نوعين) من المياه الجوفية: (مياه جوفية متجددة).. وأخرى (مياه جوفية غير متجددة). من المهم معرفة أن أجزاء من المياه السطحية.. يتم فقدها كبخار.. نتيجة حرارة الشمس، التي تلامس هذه المياه بشكل مباشر.. بعكس المياه الجوفية التي لا تفقد عن طريق البخر.. لكنها تفقد عن طريق الاستنزاف فقط.  في وضعنا بالمملكة قد يتجاوز البخر (6000) ملم سنويا في بعض المناطق والمواقع. هذا يكشف لنا مقدار الفقد السنوي.. نفقده نتيجة لهذه العملية الطبيعية. هذا الأمر لم يغب عن إنسان هذه المناطق، كنتيجة تعامل بذكاء مع البيئة ولم يتحدّها. عقد معها صفقة موائمة، وتعايش عن طريق الزراعة الكثيفة.. أيضا بطرق أخرى. كأنه عقد هدنة سلام مع البيئة.. من أجل العيش والحياة المستمرة.  حتى وجود المياه السطحية في هذه المناطق.. لا يعني أنه يمكن نجاح زراعة أرضها. لابد من التكيف أولا مع البيئة.. بوسائل كثيرة.. ليكتب للحياة الزراعية الاستدامة. من هذه الأماكن الشاهدة.. واحة الاحساء.. تقع على محاذاة صحراء النفوذ الحارة. تأتي الاحساء في قائمة أعلى مناطق المملكة حرارة.. حيث تتجاوز (50) درجة مئوية في بعض أجزاء منها. رغم ذلك تمثل نجاح التعايش بين الإنسان والبيئة.  ما هي المياه (الجوفية المتجددة)؟! مياه توجد تحت سطح التربة، لعمق يصل إلى (50) مترا. المياه في هذه الشريحة الأرضية.. تتأثر بنزول المطر. يرتفع منسوبها مع نزول المطر.. يهبط منسوبها مع توقف المطر. قد تجف نتيجة الاستنزاف الجائر.. حتى مع نزول المطر.  هناك عوامل كثيرة ساهمت في نضوب المياه في مناطق الدرع العربي. اثبتت الأبحاث العلمية.. حقيقة أن سحب (المياه الجوفية المتجددة) بالمملكة.. يفوق التعويض بحوالي (10) مرات. وهذا الوضع ماذا نحن فاعلون؟!