أعلنَ أحدُ رجال الأعمال تَكَفّله بعلاج وعمليات ذوي الدخل المفقود أو المحدود في أحد المستشفيات الخاصة لمدة شهر، بينما أكّد آخر تسديده إيجار منازل مجموعة من الأُسَر الفقيرة للسنة المقبلة. وذاك رجل أعمال ثالث قام بتأمين سيارات مجهزة لعدد من ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف المناطق، ورابع رعى تزويج مائة شاب في منطقته. تلك أخبار من وحي الخيال لكن أعتقد أن تطبيقها سهل على أرض الواقع؛ فالذين يتبرعون بعدة ملايين لشراء تذاكر مباراة كرة قدم؛ ليقدموها للجماهير مجانًا، وأولئك الذين يصرفون الملايين لتأمين طائرات ورحلات خاصة لنقل الفرق الكروية في رحلات داخلية أو خارجية لاشك قادرون على خدمة مجتمعهم والمحتاجين فيه بأعمال تطوعيّة. نعم أنا مؤمن تمامًا بأنّ أصحاب رؤوس الأموال لهم حرية التصّرف بأموالهم كيف شاءوا، تأكيدًا للـمثَل المصري (اللي عنده قرش محيره، يشتري حمام ويطيّره)!! لكن برامج المسؤولية الاجتماعية أصبحت في عالم اليوم من الواجبات التي تقوم بها المؤسسات والشركات والبنوك حول العالم. وفي وطننا الكثير من الشركات الكبرى والبنوك التي تـستثمر في هذا الوطن، وتكسب منه ومن مواطنيه الأرباح الخيالية في ظلّ تسهيلات تتمتع بها دون ضرائب؛ ومع ذلك فالغالب منها غائب عن مشهد أو برامج المسؤولية الاجتماعية؛ ولذا أتطلع لأنظمة وقوانين من شأنها أن تفرض أو على الأقل تُحفّز القطاع الخاص على التنافس في تلك الميادين الاجتماعية. وأخيرًا اسمحوا لي بإغفاءة أحلم فيها لأرى بنوكًا تُشيّـد مراكز طبية في المحافظات والقرى، وأخرى تساهم في بناء سلسة من المدارس النموذجية، وتلك شركات ترعى الإسعاف الطائر، وأخرى تتبرع بوحدات لغسيل الكلى في قرى وأحياء الفقراء، و....، و...!! (ياه) أحلام جميلة ومتفائلة، لكن مع الأسف أيقظني منها (الحمام الذي طَيّره أحد رجال الأعمال) سامحه الله!. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain