كييف - لندن: «الشرق الأوسط» أمرت السلطة الأوكرانية أمس بإغلاق كل مراكز الخدمات العامة في المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، في قرار يكرس بحكم الأمر الواقع انقسام البلاد. وأمر الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في مرسوم الحكومة باتخاذ إجراءات بحلول أسبوع «لوضع حد لنشاط المؤسسات والشركات والهيئات الحكومية في مختلف المناطق التي تجري فيها عملية مكافحة الإرهاب» وهو الاسم الذي تطلقه كييف على عمليتها العسكرية في الشرق. ويشمل القرار الخدمات العامة مثل المدارس والمستشفيات والإسعاف، حسبما أوضح مسؤول أوكراني كبير رفض الكشف عن هويته. وقال المسؤول إنه «إجراء حاسم، مضى وقت المبادرات الصغيرة. سيتم سحب كل البنى التي تمولها الحكومة هناك». وأوضح أن «الأموال التي سيتم توفيرها ستوزع على هيئة مساعدات إنسانية على هذه المناطق». ويأتي المرسوم الرئاسي ردا على الانتخابات التي أجريت في شرق البلاد في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي ونددت بها كييف. وكان بوروشينكو أعلن بعد يومين على تلك الانتخابات أن أوكرانيا باتت «ملزمة» بتشديد لهجتها وبـ«عزل» المنطقة الخاضعة لسيطرة الانفصاليين عسكريا واقتصاديا «لعدم السماح بانتشار هذا السرطان». والسلطات الأوكرانية التي تواجه أزمة اقتصادية خطيرة، أعلنت أيضا أنها ستوقف قريبا أيضا دفع المخصصات الاجتماعية للشرق، مرغمة بذلك السكان الراغبين في الاستفادة من الإعانات على مغادرة المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين. وعبر قرارها إغلاق إداراتها، إنما تعترف كييف بحكم الأمر الواقع أنه يتعذر عليها في هذه المرحلة استعادة السيطرة على المناطق المتمردة. ويأمر المرسوم أيضا بنقل الموظفين الرسميين بموافقتهم وسحب ما يمكن من الوثائق والأملاك العامة ونقل المحاكم والهيئات القضائية والسجناء خارج المناطق الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين. كما ينص على العفو عن مرتكبي الجنح الصغيرة. ويقترح من جانب آخر على البنك المركزي الأوكراني أن يتخذ إجراءات بحلول شهر لوقف الخدمات المصرفية للشركات والأفراد. وبعض الإجراءات المعلنة مثل نقل السجناء يمكن أن يكون من الصعب تطبيقها حيث إن هذه الأراضي خارجة عن سيطرة كييف. وقد تكثفت الأعمال الحربية منذ الانتخابات التي جرت مما أنهى عمليا العمل بوقف إطلاق النار المعلن في 5 سبتمبر (أيلول) بين الجيش الأوكراني والانفصاليين وأثار مخاوف لدى المجموعة الدولية من حصول تصعيد في المنطقة. وميدانيا، تواصلت أعمال العنف في الساعات الماضية رغم أن هجوما واسع النطاق أصبح مستبعدا الآن مع اقتراب فصل الشتاء كما يرى خبراء. وقتل 5 مدنيين بينهم طفلان مساء أول من أمس بنيران مدفعية لم يعرف مصدرها على غورليفكا المدينة الواقعة تحت سيطرة المتمردين الموالين لروسيا كما أعلنت سلطات البلدية أمس. ومن جهته أعلن الجيش الأوكراني صباح أمس عن 3 قتلى إضافيين في صفوفه مما يرفع عدد الجنود القتلى خلال اليومين الماضيين إلى 7. وقتل أكثر من 4100 شخص منذ بدء النزاع في أبريل (نيسان) الماضي بحسب الأمم المتحدة.