على الرغم من أن البداية في افتتاح خليجي 22 جاءت صادمة لعشاق الأخضر، ليس عطفا على النتيجة السالبة، ولكن على الأداء المتواضع والباهت للمنتخب في أول ظهور له في النسخة التي يستضيفها على أرضه وبين جماهيره، إلا أن العزاء في أن الجولة الافتتاحية في كل البطولات، سواء القارية أو حتى على صعيد كؤوس العالم، تأتي باردة وحذرة ولا تعبر عن مكنونات المنتخبين المتباريين، وهو ما حدث في ملعب الدرة أمسية الخميس الماضي، عندما بدا المنتخب السعودي متثاقلا وبطيئا وفاقدا للإبهار والإمتاع، وهي حالة ربما يكون المدرب الإسباني لوبيز مشاركا فيها بعدم ثباته على تشكيلة واحدة ولجوئه للإحلالات المضرة في توقيت غير جيد، فعلى الرغم من نجومية الخيبري ــ كما سعى القائمون على المنتخب لإقناعنا بها ــ إلا أن التجانس بينه وبين كريري كان غائبا؛ لحداثة مشاركاته بديلا لباخشوين من غير سبب واضح، ما أفقد الوسط الدفاعي ترابطه، وألقى العبء على كاهل الدفاع بالكامل، وهي إحلالات غريبة درج الإسباني على اتخاذها دون مسوغات فنية مقنعة، وهو ما يتوجس منه النقاد قبل مواجهة البحرين الحاسمة اليوم، والتي لا تحتمل اجتهادات جديدة، سواء في التشكيل أو التكتيك، فمن الأبجديات أن يفرق المدرب بين إمكانيات خصومه وقدراتهم، فلن يكون مهضوما أن يلعب اليوم كما فعل يوم الخميس بثلاثة محاور ومهاجم وحيد وهو يبحث عن الفوز.