في الوقت الذي شدد فيه الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد، على أنه اضطر إلى التدخل في شؤون الاتحاد السعودي لكرة القدم بصفته رئيسا للجنة الأولمبية، لوجود إشكالات بين بعض أعضاء الاتحاد وبعض أعضاء العمومية، وذلك بطلب من الطرفين، استبعد أعضاء الاتحاد في تصريحات إلى "الوطن" أن يتمكن أحد من إقصائهم وتشكيل اتحاد جديد، مؤكدين أنهم لن يرحلوا إلا وفقا لقرار سيادي. وبينما رفض الأعضاء في تصريحاتهم للصحيفة وجود صدام أو عدم ثقة من الرئاسة بالاتحاد، لم يتوان عضو الاتحاد عبداللطيف بخاري في القول إن أخطاء رئيس الاتحاد أحمد عيد والأمين العام أحمد الخميس هي سبب تهميش أعضــاء الاتحاد في الدورة. بدد أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم التكهنات التي تشير إلى إمكانية إقصائهم وتشكيل اتحاد جديد، لاسيما بعد قرار الرئاسة العامة لرعاية الشباب إسناد "خليجي 22 " لفريق تنفيذي من خارج أسواره، ومع تردي نتائج المنتخب منذ فترة، مؤكدين أنهم لن يرحلوا إلا وفقاً لقرار سيادي، لاسيما وأنهم جاءوا بانتخابات نظامية. ورأى عضو مجلس الاتحاد المتحدث الرسمي باسمه عدنان المعيبد، أن أنظمة ولوائح وشروط الاتحادات على مستوى العالم وجمعيتها العمومية تمنح الشرعية لأي اتحاد منتخب، ولا تربط أي نتائج ببقائه أو رحيله، وقال: "لو كان الأمر كذلك، لاستقال الاتحاد الألماني إثر خسارة منتخبه في التصفيات الأوروبية من إستكلندا". وعن تردي علاقة رعاية الشباب أو عدم ثقتها بالاتحاد حينما أسندت تنظيم خليجي 22 لفريق تنفيذي، قال: "في أنحاء العالم، الدول تشكل لجانا عليا كما حدث في مونديال البرازيل الذي رأس لجنته المنظمة النجم "رونالدو" الذي ليس عضوا في اتحاد بلاده، وحتى في أولمبياد لندن 2012 عندما كلف لاعب السرعة "استيف" برئاسة اللجنة المنظمة، وقبلهما "بلاتيني" الذي رأس تنظيم مونديال فرنسا 98 قبل أن يكون رئيسا للاتحاد، فبالتالي ليس هناك أي تضاد أو إشكالية مع الرئاسة، وما فعلته جزء من حقها الذي يكفله لها النظام". واعترف المعيبد أنه كان هناك فرصة لإجراء تغيير في الجهاز الفني للمنتخب قبل الدورة، وأن الوقت لا يسمح الآن. وحول من يردد أن الاتحاد أعاد الفكر القديم بتكليف عبدالرزاق أبوداود مشرفا على المنتخب، قال: "رئيس الاتحاد الدولي عمره 87، وعبدالرزاق قائد منتخب ورأس ناديا عريقا كالأهلي بعدما كان قد أشرف عليه أيضاً، وهو أستاذ جامعي وعضو جمعية عمومية، وتاريخه ومؤهلاته تعطيه الحق بأن يكون في المنصب الذي يتبوأه". وتابع باستغراب: "البعض إذا جاء رجل خبير قلنا عقلية قديمة وإذا حضر شاب قلنا نحتاج للخبرة.. ماذا يريدون بالضبط؟!.. من جهتي نحن نحتاج لخبرة ومؤهلات ومكانة الدكتور عبدالرزاق الذي يملك بجانبه فريق عمل شاب متعلم في الجهاز الإداري الذي يقوده زكي الصالح". من جهته، شدد عضو الاتحاد نائب رئيس لجنة الحكام سعد الأحمري، أنه لا يوجد أحد يستطيع إقصاء الاتحاد، لاسيما وأنه جاء عبر صناديق الاقتراع، وقال: "لدينا استراتيجية لتأسيس عمل مؤسساتي، وترسيخ مفهوم الاتحاد المنتخب، ولا شك أن أمامنا عقبات، نأمل تذليلها حتى تستقر أمور الاتحاد". وأكد أن العلاقة مع الرئاسة تكاملية وتسير بنجاح، وقال: "ليس هناك خلاف، ونعرف من قبل الدورة أن التنظيم ليس مسندا للاتحاد وفقا لمحاضر رسمية، فالدولة هي من تنظم الدورة، إذ أن المشاركين هم ضيوف عليها، والرئيس الأعلى لتنظيم الدورة هو الرئيس العام، ولو طلب منا أي مهمة فنحن جاهزون، والبعض منا موجود في عدد من اللجان". وعن إقالة "لوبيز"، قال: "القرار يتخذ من الجميع، بعد دراسة واتباع الخطوات العلمية، فالرياضة اليوم علم ولم تعد تدار بطريقة الهواة، ولو عدنا لما قبل الدورة لوجدنا أن المدرب حقق نتائج جيدة ولم يخسر أي مباراة رسمية وتأهل لنهائيات كأس آسيا، فلم يكن من العدل إقالته"، لافتاً إلى أن الكرة لا زالت في ملعب المنتخب لتحقيق نتائج مميزة. ورفض وجود أي ضغوط على الاتحاد، إلا أنه قال: "إن اللقب يهمه كما يهم أي مواطن"، وتطرق لخبرة أبو دواد، قائلاً: "المشرف يملك تاريخ وخبرة كبيرة وكاريزما ويجيد فهم بواطن الأمور من خلال العوامل السابقة، فبالتالي هو إضافة كبيرة للمنتخب". واستغرب الأحمري ما يشاهده في بعض وسائل الإعلام، قائلاً: "الإعلام بات يستضيف إعلاما مثله، رغم أن الواجب أن يستضيف مسؤولين لتوضيح الصورة للجميع". من جانبه، استبعد عضو الاتحاد الدكتور عبداللطيف بخاري أي خلاف أو عدم ثقة مع الرئاسة، ومؤكدا أن الاتحاد الحالي لن يرحل إلا وفقاً لقرار سيادي وسياسي بناء على فعل يضر بسمعة الوطن، لاسيما وأنه جاء بانتخابات نظامية حرة، مضيفاً: "الوضع اختلف، والآن الاتحاد الدولي يمنع أي تدخل في عمل الاتحاد، ويعاقب عليه، وما يمكن فقط هو المحاسبة للاتحاد والمقصرين". وقال بخاري: "من يتحمل تهميش الاتحاد في الدورة ـ بالعربي الفصيح ـ أخطاء رئيس الاتحاد أحمد عيد والأمين العام أحمد الخميس". وعن الجهازين الفني والإداري للمنتخب ومقولة أن وجود أبوداود هو وجود للفكر القديم، قال: "المدرب يقيم وفقاً لإحصاء وعلم وتقارير لمعرفة عمله، فالفوز ليس المقاييس، لأنك لا تملكه، ولكن المستوى والجانب الفني والتكتيكي واللياقي وأداء العمل، وإذا عدنا للنتائج نعرف أنه لم يخسر أي مباراة رسمية، وليس من الحكمة إقالته لمجرد تعادل، وبالأساس من البداية يجب أن نضع آلية معينة لمن يدرب المنتخب ومن يتناسب من إمكانيات وطريقة وفكر اللاعبين السعوديين". وأضاف: "أما أبوداود، فليس من سمات رجل أكاديمي يحمل البرفيسوره، أن يحمل فكرا قديما، لأنه يتعلم ويتطور دوما من طبيعة درجته العلمية، فبالتالي هو رجل ناضج متسلح بالأكاديمية والتجربة الرياضية لاعبا وقائدا ومشرفا ورئيسا للنادي".