لم تسلم قطر من «كلام الناس» حتى وهي تتلقى شهادة البراءة من تهم الفساد من أعلى السلطات الكروية في العالم و«كهنوت» اللعبة بالفيفا! الإتحاد الدولي للعبة (فيفا) قرر عبر لجنة القيم تبرئة الدولة الخليجية الصغيرة من تهم الفساد والرشى في الحصول على شرف تنظيم مونديال 2022، وهي شهادة تبصم بالعشرة على براءة قطر مما عرف بـ«قطرغيت» تتعلق بتهم الفساد والحرارة المرتفعة والظروف السيئة لعمل الاجانب في ورشات بناء المنشآت الخاصة بالمونديال في أحيان أخرى. لكن الحيتان الكبيرة بالكرة العالمية ترفض الاستسلام وتعتبر إغلاق الموضوع «مزحة» كما وصفه رئيس الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وتطالب بإعادة النظر في القرار الذي لا يبدو أنه سيريحها البتة. أعتقد أن سعي الانجليز وغيرهم في كل الاتجاهات من أجل إبطال قرار الفيفا ليس سوى تأكيدا على أن نجاح قطر يزعج الكثيرين حتى وهي تنال شهادة البراءة، وأيضا، وهو المهم، أن العقلية الأوربية المتعالية التي لا تريد أن ترينا إلا ما ترى ترفض الإقرار بالفشل والسقوط أمام غيرهم فضلا عن أن يكون ذلك بالضربة القاضية ومن قطر! بيد أن قطر التي تتسلم من الفيفا شهادة البراءة لم تسلم مرة أخرى من «كلام الناس»، لكن هذه المرة من بني جلدتها ومن بعض الأفارقة أيضا.. ذلك أنه بمجرد إبدائها الاستعداد للمساهمة في تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2015 «لإنقاذ» الإتحاد الإفريقي للعبة من الورطة التي أوقعه فيها المغرب، حتى تداعى أصحاب الألسنة الطويلة إلى الزعم بأن تدخل قطر في هذا الوقت بالذات جاء بالإتفاق مع المغرب عبر تخلي الأخيرة عن شرف تنظيم المسابقة الإفريقية في الربع الساعة الأخير (قبل شهرين) لتوريط الكاف أكثر مقابل أن تتولى هي (قطر) الدفاع عنها في المحافل الدولية ودفع الغرامة المالية التي سيسلطها الإتحاد الإفريقي على الجامعة المغربية ولو كانت بملايين الدولارات. وحجتهم في ذلك أن قطر تسعى لإثبات للعالم قدرتها و جاهزيتها لتنظيم مسابقة كبيرة خصوصا كأس إفريقيا للأمم التي لا يفوقها بريقا وألقا وأهمية سوى بطولة أوربا للأمم. ألم أقل لكم إن قطر تزعج حتى وهي بريئة! @SenouciAyache