يضع بعض من أهالي العاصمة المقدسة مرئياتهم لحماية المواقع التراثية أمام الجهات المعنية للحفاظ على الهوية التاريخية والتراثية لمكة المكرمة. وأجمع 12 كادرا من عشاق التراث على أنهم يتعاونون مع «أمانة العاصمة المقدسة، وهيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والهيئة العامة للسياحة والآثار، ومعهد أبحاث الحج» باعتبارها تمثل بعدا تاريخيا وثقافيا وتراثيا وسياحيا، مؤكدين أنهم نجحوا في العمل على تعزيز الهوية المكية والعناية بالآثار والمعالم التاريخية من خلال الرصد والتوثيق والمحافظة على كل ما يتعلق بالهوية التاريخية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية والبيئية وإحياء الجوانب الإيجابية وتحويل هذه الأفكار إلى حلول عملية وعلمية لحفظ روحانية مكة المكرمة وتاريخها المجيد من خلال مبادرة أطلقوا عليها اسم «معاد» والتي انبثقت من مواقع التواصل الاجتماعي. وقال رئيس «مبادرة معاد» الدكتور فائز صالح جمال: تعمل المبادرة على تعزيز الهوية المكية والعناية بالتراث العمراني والمواقع الأثرية ومواقع التاريخ الإسلامي من خلال التوثيق التاريخي والجغرافي الرقمي لمواقع الآثار النبوية والمعالم التاريخية وتسجيلها بالمخططات والخرائط الحكومية بما يضمن الحفاظ عليها من الإزالة أو التعدي، بالإضافة لتحديد المسارات النبوية والمواقع الأثرية الدينية والتاريخية التي تمر بها في الحرم والحل، والتذكير بسيرة النبي الأعظم عليه وآله الصلاة والسلام، وتوفير خدمات ومرافق حضرية تلبي حاجات زوار البلد الحرام والعمل على التنمية المجتمعية فيما يتعلق بالعادات والقيم وإعادة النسيج السكاني المكي والحياة الاجتماعية حول المسجد الحرام، والعمل على التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال تعزيز منافع الحج والعمرة لأهالي مكة واستعادة المهن القديمة من خلال تحويل هذه الأفكار إلى حلول عملية وعلمية لحفظ التراث العمراني والهوية والروحانية المكية من دون أن تخل بمخططات التنمية المتكاملة، بل تسعى إلى التكامل معها، مع تحقيق هدفها ورؤيتها. وأشار جمال إلى أن من أبرز المواقع التي تم رصدها «قصر السليمان، بئر طوى، قصر كوير»، منوها إلى أن اختيار المبادرة وقع على مسار الفتح كأحد مسارات النبوة والتاريخ ليكون نموذجا للمشاريع العملية في تحقيق رؤيتها في تعزيز الهوية المكية. ولفت جمال إلى أن العناية بمواقع التاريخ الإسلامي والهوية المكية لم تكن وليدة اليوم، فمنذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، أمر ببناء مكتبة بموقع مولد النبي عليه الصلاة والسلام لحماية معالم النبوه، وحول بيت أم المومنين خديجة بنت خويلد مدرسة للقرآن الكريم، ودار الأرقم مدرسة للتوحيد، ووثق كل ذلك بصكوك شرعية وقفية لحمايتها، ثم في عهد الملك فيصل أصدر مرسوما لحماية الرواق التاريخي بالحرم، تلا ذلك الملك خالد الذي أمر بتعديل مسار الطريق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة لحماية قبر أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث، ثم في عهد الملك فهد والملك عبدالله جاءت بحفظ روحانية مكة المكرمة. جدير بالذكر أن مبادرة معاد أسسها منذ نحو عامين 12 شخصا من أهالي مكة المكرمة ومحبيها وهم، حسن محمد عبد الشكور، المهندس جمال يوسف شقدار، الدكتور سمير أحمد برقة، المهندس أنس صالح صيرفي، غسان مظهر نويلاتي، الدكتور فائز صالح جمال، الإعلامي عمر محسن المضواحي، حسن عبد العزيز مكاوي، ممدوح صلاح الطيب، المهندس إبراهيم محمد أمين كلنتن، المهندس مجاهد جمال شقدار، محسن محمد الشيباني.