×
محافظة المنطقة الشرقية

مبتعث سعودي وفريق علمي بريطاني يستخرجان مادة تسهم في خفض السكر

صورة الخبر

طالب استشاري مرض السكري الدكتور أوس الزيد بإيجاد مشروع وطني متكامل تشارك فيه الكفاءات الوطنية في جميع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص بهدف مواجهة «السكري»، مشيراً إلى أن الأدوية وحدها لا تكفي لتقليص الإصابة بهذا المرض والحد منها، مبيّناً أن متابعة سلوك المريض ونمط عيشه لحياته بطريقة التواصل الفعال تعزّز من العناية بصحته. وقال الزيد في حوار مع «الحياة»: «هناك حاجة ضرورية لإنشاء مركز وطني خاص بأبحاث السكري، وذلك على غرار ما تقوم به الدول المتقدمة وبما تمثله تجربة المراكز الوطنية الموجودة حالياً في المملكة مثل مركز الأمير سلمان الوطني الخاص لأبحاث الإعاقة، فينبغي أن تكون المواجهة مع داء السكري علمية بقدر ما هي عملية أو إجرائية، فأعوام الخبرة وحدها أو وجود الطبيب على الساحة الاجتماعية من دون رصيد بحثي لا يفيان بالغرض، لأن المواجهة مع المرض هي في صلبها مواجهة علمية وليست عشوائية أو مزاجية». وأفاد الاستشاري الذي يملك 33 بحثاً ومقالة علمية طبيّة، وتم تصنيفه من الموقع الطبي العالمي (Research Gate) في مرتبة أعلى من ٨٥ في المئة من الباحثين في أنحاء العالم، بأن المقابلة الطبية مع المريض تقع في صميم الرسالة الإنسانية للطبيب وفي صلب مهنته، مشيراً إلى أنه في وضع مرضى السكري يجب تفعيل دور التواصل معهم من الأطباء المتخصصين، منوّهاً إلى أن نسبة كبيرة في علاج السكري تعتمد على تعديل ثقافة المجتمع، خصوصاً في ما يتعلّق بالتغذية والعوامل النفسية والانتظام في العلاج، مبدياً تفاؤله بجدوى «البنكرياس الاصطناعي» كعلاج لمرض السكري بعدما تم إجراء الدراسات السريرية عليه. > يتحدث الكثيرون عن أن داء السكري يعد مشكلة وطنية، فكيف يكون كذلك، وهل يتجاوز علاجه دواء الأطباء؟ - الدواء وحده لا يكفي، لأن داء السكري مشكلة وطنية حقيقية وليست طبية صحية فقط، بل إنه آفة لا تختلف عن غيرها من الآفات الخطرة، لذا فهو يتطلب الكثير من الجهود على جميع المستويات للعمل على مواجهته، فلا يمكن اختزال معالجة داء السكري بشخص واحد، أو أن تكون مقصورة بجهود وزارة الصحة وحدها، كيف يكون ذلك وقد بات المرض وباء يمس حياة ربع سكان المملكة تقريباً، كما أن طبيعة مرض السكري بالذات لا تنتهي بأخذ العلاج فقط، بل يهيمن المرض على جميع مناحي الحياة اليومية للمريض، ما يعني ضرورة أن تكون مواجهة هذا المرض سلوكية اجتماعية إعلامية تجارية تعليمية دينية. > ما الطرق التي يجب تفعيلها لتحقيق المواجهة اللازمة لهذا الداء؟ - لا يمكن مواجهة هذا المرض إلا بمشروع وطني متكامل تشارك فيه الكفاءات الوطنية في جميع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، ومن بين تلك الطرق إمكان إنشاء مركز وطني خاص بأبحاث السكري على غرار ما تقوم به الدول المتقدمة وبما تمثله تجربة المراكز الوطنية الموجودة حالياً في المملكة، مثل مركز الأمير سلمان الوطني الخاص بأبحاث الإعاقة، فينبغي أن تكون المواجهة مع داء السكري علمية بقدر ما هي عملية أو إجرائية، فأعوام الخبرة وحدها أو وجود الطبيب على الساحة الاجتماعية من دون رصيد بحثي لا يفيان بالغرض، لأن المواجهة مع المرض هي في صلبها مواجهة علمية وليست عشوائية أو مزاجية، بحيث تكون المواجهة مع داء السكري مواجهة شاملة بالتشخيص والتوعية والتثقيف تمتد إلى جميع مدن المملكة، فيستفيد منها المواطن والمقيم. > ماذا عن دور التعليم العام والعالي في تعزيز مواجهة «السكري»؟ - لا شك في أن للتعليم دوراً مهماً في تحقيق المواجهة اللازمة، فالمدرسة تعدّ أهم ساحة مواجهة مع السكري والأمراض المرافقة له مثل السمنة وأمراض الضغط والشرايين، فلا نريد أن نرى في المستقبل أجيالاً متعلمة فقط بل صحيحة ومعافاة أيضاً. > يعتمد «السكري» على تفعيل الإجراءات الوقائية، فما هي رؤيتكم لتنشيط العمل الوقائي ومتابعة علاج السكري بمرونة على مستوى الوطن؟ - في هذا الشأن تحديداً، أجد أن من الضروري إنشاء موقع إلكتروني مهني خدمي مستقل غير ممول أو خاضع لهيمنة شركات الأدوية، يقدم المعلومة الدقيقة والمفيدة والصحيحة لمرضى السكري، ويحاكي تجربة بعض المواقع الحكومية المتقدّمة، فالمجتمع بحاجة إلى معرفة الإجراءات الوقائية ليتمكن من القيام بها كما ينبغي. > تحدثت في أحد أبحاثك عن بعض الجوانب التي يجب اتباعها مع مرضى السكري، فهل هناك سوى ما يتم ترديده عادة مثل العقاقير الطبية ونصائح الحمية؟ - الحمية الطبية والعقاقير ضرورية طبعاً، ولكن بالنسبة إلى السكري بالذات فهو يرتبط بنمط الحياة، ومن المهم أن يراعي الطبيب المعالج أو المثقف الصحي أو مسؤول التغذية سلوك المريض ونمط عيشه لحياته بطريقة التواصل الفعال للعناية بصحته، وحتى يكون التواصل فعالاً وإيجابياً استنتجت من خبرتي العملية في عيادتي ودراساتي العلمية 10 وصايا لمعالجة مرض السكري - تم نشرها وتداولها على موقع (MEDSCAPE)، كاستخدام الكلمات والأسلوب المناسب عند الحديث مع مرضى السكري، مع تجنب إلقاء اللوم واستخدام التوبيخ، فالأسلوب السلبي يمكن أن يثبط من عزيمة المريض، ومشاركة المريض في القرارات الخاصة ببرنامجه، وعقد صفقة مع المريض في كل مرحلة علاجية تقوم بها. > هل لثقافة المجتمع دور في علاج السكري؟ - بالتأكيد، نسبة كبيرة في علاج السكري تعتمد على تعديل ثقافة المجتمع، خصوصاً في ما يتعلّق بالتغذية والعوامل النفسية والانتظام في العلاج والممارسة الرياضية، فالمجتمع اليوم يعيش في معركة مع السكري لمعالجته، وعندما يدرك أفراده آليات التعامل مع هذا المرض، فإن ذلك سينعكس إيجاباً على المجتمع بشكل عام. > كاستشاري ممارس وباحث علمي في أمراض السكري، هل هناك اختلاف في علاج السكري من شخص إلى آخر؟ - بالطبع، هناك اختلافات في أمراض السكر بين الناس وفي تجاوبهم مع العلاج، فالمصابون بالسكري ليسوا سواء، فمثلاً هناك المنتظم بعلاجه، وهناك من هو أقل انتظاماً وغير ذلك من الاختلافات التي تتطلب عناية طبيّة معيّنة. > بالنسبة إلى المصابين بالسكري من الأطفال والشباب، ما هي العوامل المسببة لذلك؟ - لا نعرف الكثير عن المسببات الرئيسة والمباشرة لسكر الأطفال، ولكن قد تجتمع العوامل الوراثية وارتباك الجهاز المناعي مع النظام الغذائي السلبي مع زيادة الوزن، ومن الأمور المقلقة حقاً استشراء ظاهرة داء السكري المزدوج بين صغار السن واليافعين، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين وهم دون سن الـ40، ففي إحدى الدراسات الأخيرة وصلت نسبة داء السكري المزدوج إلى الثلث بين مجموع المصابين بالسكري ممن هم دون سن الـ20 في المملكة، من جهة أخرى أثبتت الدراسات الميدانية أن التدخل في مرحلة المدرسة لتحسين سلوكيات الطفل والمراهق بعدم الإفراط في الأكل وتجنب المشروبات الغازية وتشجيع النشاط البدني يؤدي إلى الوقاية من مرض السكري في المراحل اللاحقة من العمر، وهذا يدعو إلى ضرورة أن يشمل منهج الرياضة البدنية والسلوك الصحي جميع طلاب المدارس من بنين وبنات في جميع أنحاء المملكة. > ما أبرز المشكلات التي تواجه أطباء السكري مع مرضاهم؟ - هناك مشكلات عامة ومشكلات تخص المرضى بشكل مباشر، فمثلاً نجد نسبة السكري مرتفعة لدى الكثير من المرضى، فيواجهنا المريض بسؤال استنكاري يرتبط بعدم شعوره بأعراض، وهو لا يدرك أن مرض السكري صامت في طبيعته، وليس بالضرورة أن يشعر المريض بأعراض حادة عند ارتفاع السكر إلى مستويات معينة، لذلك يجب الالتزام بنصائح الطبيب وإجراء التحليل بانتظام ونمط الحياة الصحيح. > هل يكفي تركيز بعض الأطباء على متابعة الأرقام في ارتفاع أو انخفاض السكري إلى جانب تناول الأدوية؟ - لا يكفي التركيز على الأرقام والأدوية العلاجية من دون غيرها من بقية جوانب حياة المريض، فالعمل بالإجراءات الوقائية مهم، لأن السكري مرض صامت، يتراكم مع الوقت. > برأيك ما هي المفاهيم الخاطئة عن مرض السكري حتى يتم تجاوزها؟ - يمكن أن أجمل تلك المفاهيم في إغفال بعض مرضى السكري الذين يعانون من مشكلات صحية عدة أهمية الاهتمام بنمط الحياة ومراقبة نسبة السكر، ونصيحتي لهم التعامل بجدية أكبر مع مرض السكري، فحرص المريض على الحمية والتمارين والاهتمام بالقدم يبقى جوهر العناية بالسكري، ويعتقد بعض الناس أن العلاج الحديث للسكري من الضروري أن يعتمد على توافر خدمات زرع البنكرياس أو أدوات الأنسولين المتطورة والمضخات، فتعليم المريض وعائلته ما يتعلق بالعناية بالمرض يشكل أفضل طريقة لعلاج السكري والأكثر فعالية، ويمنع المضاعفات طويلة المدى للسكري. ولعدم وجود علاج ظاهري للمرض يجب علينا الاهتمام بتعليم المريض على المدى الطويل وبشكل كبير، فذلك نعتبره الوصفة الطبية للسكري، لذلك يجب أن يصبح تعليم مرضى السكري هدفاً محلياً وأولوية عامة من جهد كل من يهمه الأمر من المجتمع الطبي، والناس عموماً، والإعلام. > هل يمكن إيجاد علاج فاعل ينهي معاناة مرضى السكري؟ - أنا متفائل جداً على أكثر من صعيد، فالبنكرياس الاصطناعي بات قاب قوسين أو أدنى من استخدامه بعدما دخلت الدراسات السريرية مرحلة حاسمة في التطبيق كعلاج للنوع الأول من داء السكري، فهو يشبه إلى حد كبير مضخة الأنسولين المعروفة، ولكنه يعمل بعقله الخاص، يقيس نسبة السكر في الدم، ويقرر بنفسه فرز الكمية المطلوبة من الأنسولين لتتلاءم مع نسبة السكر في الدم من دون أن يتدخل المريض في قياس السكر أو حساب جرعة الأنسولين أو الحقن بالإبر، من جانب آخر تابعنا أخيراً بعض النجاحات المهمة في مجال الخلايا الجذعية وتطويرها إلى خلايا قادرة على إفراز الأنسولين، وتعتبر تلك خطوة متقدمة تبعث على التفاؤل، وها نحن في انتظار ما ستؤول إليه الدراسات في الأيام المقبلة. أما بالنسبة لعلاج النوع الثاني من السكري فالتطورات الإيجابية متوالية يوماً تلو الآخر بدخول أصناف جديدة من أدوية السكري حيز الاستعمال، ويوجد حالياً نحو 10 أصناف من أدوية السكري، وبات الخيار متعدداً أمام المريض والطبيب المعالج مع أهمية أن يكون القرار مشتركاً بين الاثنين. > ١٤ عاماً من الدراسة والبحث في أمراض السكري، ما الذي دفعك للتخصص في هذا المجال تحديداً؟ - ما دفعني للتخصص الدقيق في أمراض السكري دراستي أولاً والممارسة في مراكز معروفة لعلاج السكري، ومعرفتي أكثر بحاجة أمراض السكري لتخصص أكثر فيها مع ازدياد معدلات الإصابة في السعودية، فأصبحت أحمل همّ علاج هذا الداء، وما يؤكد أهمية هذا التخصص قرب استحداث تخصص دراسي في طب أمراض السكري فقط. أيضاً من الدوافع التي دفعتني إلى زيادة أبحاثي حول السكري ملاحظتي وجود أكثر من مرض للسكري إلى جانب مشكلات أخرى حوله.