×
محافظة المنطقة الشرقية

رياضي / اللجنة الأولمبية تحتفل بمرور 50 عاماً على التأسيس بعد غد

صورة الخبر

لا أعلم ما المعايير التي تمنح هذا العمل صفةً "وطنية"؟ وما المعايير التي تمنح ذاك العمل صفة "المخلص"؟ ومع ذلك، ولكوني شماليا، يحق لي أن أصفق لجامعة الحدود الشمالية، وأن أفاخر بعملها "الوطني" والتربوي المخلص كما تقول هي عن نفسها في بيان صحفي رداً على خبر بعنوان: (سابقة بـ"جامعة الشمالية": إلزام أعضاء التدريس بالمناوبة في "الكافتيريا")! جامعة الحدود الشمالية قدمت عملاً عظيماً، لا تقدر عليه كثير من الجامعات وحتى المدارس الثانوية، بل وحتى البلديات لم تقدر عليه.. بل وحتى لجان مكافحة التدخين أيضا.. فجامعة الحدود الشمالية بإخلاص ووطنية بدأت محاربة ظاهرة التدخين بين الطلاب، بأسلوب جديد يفترض أن يكون نبراساً لوزارة التعليم العالي لتعمم الفكرة الجميلة على كل الجامعات لتقتدي بجامعة الحدود الشمالية! لو عممت وزارة التعليم العالي فكرة وأسلوب جامعة الشمالية في القضاء على التدخين بتكليف أعضاء هيئة التدريس لتوجيه ووعظ الطلاب وإرشادهم عند الكافتيريا وخارج المبنى؛ ولو استفدنا من هذه الفكرة سنقضي على التدخين وسنعيش بسلام وستنخفض نسبة الوفيات وستقل مراجعتنا للمستشفيات وستشغر أسرة لمرضانا وسنوفر الكثير من أموال لجان مكافحة التدخين، وسنوفر الكثير من رواتبنا بدل أن تذهب في هذا السم القاتل، وسندعم اقتصاد بلادنا بدل أن ندعم اقتصاد بلدان تصدر لنا هذا السم، بمعنى أننا في السعودية سنوفر 3.6 مليارات ريال كانت قيمة استيراد 38.5 ألف طن من السجائر العام الماضي! فكرة عظيمة، لكن: من يستطيع؟ لا نجد إلا الصحافة التي تنتقد وتنتقد فقط دون أن ترجع لإدارة الجامعة لتستجل عِظم الفكرة وضخامة العمل وروح التطوع التي وصلت إلى حد التكليف بالمناوبة بين أعضاء التدريس رغم أن ذلك ليس من عملهم. يقول بيان الجامعة: "كنا نتمنى أن تكون جهود الإعلام جنبا إلى جنب مع الجامعة في مكافحة هذه العادة السيئة لا أن يتندر إعلامنا على ما قامت به الجامعة وأساتذتها من جهد وطني تربوي مخلص". جامعة الشمالية رائدة ويحتذى بها في مكافحة التدخين فقط! (بين قوسين) كنت أبحث عن شيء يستحق التقدير في جامعة الحدود الشمالية لكي أكفر عن نقدي لها سابقا، وأجد اليوم فرصة، لأنصح بقية الجامعات بإرسال وفود إلى جامعة الشمالية لتقتبس فكرة محاربة التدخين.