شهدت مصر أمس عدة أعمال إرهابية، أدت إلى مقتل 5 من جنود الشرطة، وإصابة 16 مدنياً في أحداث عنف متفرقة. وذلك عقب ساعات قليلة من مهاجمة إرهابيين على زوارق بحرية مركباً تابعة لقوات البحرية بالجيش المصري، مما أدى إلى فقدان 8 جنود وإصابة 5 آخرين بجروح، فيما قتلت قوات الجيش 4 من المهاجمين واعتقلت 32 آخرين. ففي شمال سيناء قتل 5 من قوات الأمن المصرية في هجومين منفصلين بشمال سيناء، حيث نفذ مجهولون الهجوم الأول من خلال إخراج اثنين من عناصر الشرطة من سيارتهما قبل قتلهما بالرصاص، وفي الهجوم الثاني، قتل ثلاثة جنود مصريين بأيدي مسلحين أخرجوهم من سيارة أجرة. وقال مدير المباحث الجنائية بشمال سيناء، اللواء هشام درويش: "إن تنظيم بيت المقدس نصب كميناً لسيارتين كان يستقلهما مجندون في القوات المسلحة والشرطة، وأجبروا الجنود على النزول، وأطلقوا الرصاص عليهم بين منطقتي رفح والشيخ زويد، ما أدى إلى مقتل اثنين من قوات الأمن المركزي و3 من الجيش"، فيما ذكرت مصادر أمنية أن "عناصر من تنظيم أنصار بيت المقدس كانوا يستوقفون سيارات الأجرة في منطقتي رفح والشيخ زويد للبحث عن جنود الجيش والشرطة لتصفيتهم جسدياً". في غضون ذلك، أعلنت سلطات الأمن بشمال سيناء مقتل ٣ عناصر من تنظيم بيت المقدس، وإصابة ٥ آخرين في قصف جوي باستخدام طائرات الأباتشي بمزارع الزيتون جنوب العريش. إلى ذلك، أصيب 16 شخصاً أمس إثر انفجار عبوة ناسفة وضعت بإحدى عربات مترو الأنفاق بمحطة حدائق الزيتون، وكانت معظم الإصابات بسبب تدافع الركاب. وقال المتحدث باسم هيئة مترو الأنفاق أحمد عبدالهادي: "العبوة الناسفة تم وضعها في المكان المخصص لوضع الحقائب، مما أدى إلى تطاير أجزاء من سقف عربة القطار، ولم يؤد الحادث إلى وقوع أي حالة وفاة". من جانبه، قال وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق والخبير الأمني، اللواء فؤاد علام، إنه ""لا يمكن فصل حادث القوات البحرية أمام مدينة دمياط عن باقي العمليات الإرهابية التي تشهدها المنطقة بواسطة تنظيم داعش، خاصة في العراق وسورية، وأجهزة الأمن المصري قادرة على الكشف عن كل ما يهدد مصر من أخطار، ولديها من الوسائل ما يكفي لإحباط كل هذه المخططات، وذلك على الرغم من أن الشهور الخمسة الماضية شهدت إحباط كثير من المخططات بفضل قدرة أجهزة الأمن المصري ووعيها". مشيراً إلى أن الجماعات التي تقوم بالتفجيرات وممارسة الإرهاب هي أنصار بيت المقدس وأجناد الله، مضيفاً: "المرحلة الحالية تعتبر فاصلة لهذه الجماعات بعد توجيه عدة ضربات لها وسقوط العشرات من قيادتها سواء بالتصفية أو الاعتقال"، لكن ينبغي التركيز على توجيه ضربات استباقية لهذه الحركات. في غضون ذلك، أدانت مصر بقوة التفجير الإرهابي الذي استهدف محيط سفارتها في طرابلس، مضيفة أن هذه التفجيرات "تثير الشكوك حول دعاوى البعض من جدوى الحوار السياسي والوطني مع جماعات ظلامية إرهابية ترفض تسليم السلاح ونبذ العنف". وقال المتحدث باسم الخارجية بدر عبدالعاطي، في بيان: "تفجير محيط السفارة يمثل انتهاكاً سافراً للقوانين والأعراف الدولية وحرمة مقار البعثات الدبلوماسية، ويسيء للعلاقات التاريخية وروابط الدم التي تجمع بين مصر وليبيا". وأضاف: "هذه الأعمال الإرهابية إنما تستهدف المساس بتطلعات الشعب الليبي في الحرية والاستقرار والأمن، وتقوض عملية بناء مؤسسات الدولة، فضلاً عما تمثله من تدمير للجهود المبذولة لاستعادة الأمن والاستقرار من قبل الحكومة".