الشره العصابي او الإفراط في الأكل أو ما يسميه البعض "بالجوع البقري" يعتبر حالة من نوبات النهم التي تنتاب الطفل بحيث لا يستطيع أن يسيطر على نفسه في التهام الطعام في فترة قصيرة وبكميات كبيرة، مما يؤدي بالطفل إلى الشكوى من آلام شديدة بالبطن، وقد تصل بالطفل إلى حد السمنة المفرطة. في الغالب إن البعض منا يلتهم كمية من الطعام إذا كان جائعا جوعا حقيقيا ولكن الوضع هنا في حالة الشره يعد اندفاعا قهريا قد لا يحس به الطفل. المشكلة ان الطفل يقيء نفسه بنفسه بوضع إصبعه في البلعوم "هذا بطبيعة الحال إذا لم يتقيأ فعليا جراء التهام هذه الكمية من الأكل"، وإذا لم ينجح قد يلجأ إلى مدرات البول أو المسهلات للتخلص من الأكل، وقد يضع لنفسه بعد الأكل برنامجا قاسيا للتخلص من هذه الكمية الملتهمة من الطعام أو قد يلجأ إلى الرياضة العنيفة. معدلات الانتشار تشير الدراسات إلى ان معدل الانتشار بين الإناث يصل إلى 4.5% بينما تقل قليلا في أوساط الذكور لتصل إلى 4%. كما أنها تكثر بين أقارب المصابين بالشره العصابي. أسباب الشره العصابي هناك عدة أسباب لعل من أهمها: الاضطرابات النفسية: دراسات كثيرة أثبتت وجود علاقة مابين التحرش الجنسي والإفراط بالأكل كنوع من الهروب من الواقع، فهو يفرط في الأكل لا إراديا نتيجة الدخول في دوامة التفكير في الحالة التي مر بها وتراوده مرة اخرى، بل لا تكاد تغيب عن مخيلته. البعض يرى ان الانفصال عن الوالدة والإحساس بالوحدة والشقاء قد يولد شعور الطفل بالوحدة وبالتالي يلجأ إلى الأكل وبالذات الحلويات والأكلات الدسمة. أسباب صحية: الطفل الذي لا يحس بالأمن أو لديه حالة من التوتر والقلق يصبح لديه رغبة ملحه لا يمكن السيطرة عليها بتناول كمية مفرطة من الأكل على اعتبار ان الطعام السبيل الوحيد لإشباع مشاعر القلق والعجز وعدم الأمان النفسي الذي يعيشه. وجد أيضا لدى بعض الأطفال الذين ينفصلون عن أمهاتهم في سن مبكرة الرغبة في تناول كمية من الطعام نتيجة لإحساسهم بالشقاء والوحدة والانفصال الوجداني عن والدته. هناك أيضا الأطفال الذين لديهم قلق عالٍ على دروسهم يصابون بالشره العصابي. أساليب الوالدين: بعض الأفكار الخاطئة لدى الوالدين أو قلق الأم على صحة الطفل قد تؤدي إلى السمنة. فمثلا تقوم الأم بالتغذية المفرطة والمطردة للطفل حتى تظهر عليه السمنة عندها يبدأ يقل القلق لديها وتتوقف عن التغذية المستمرة لشعورها بالطمأنينة على صحة طفلها كما ترى ذلك من وجهة نظرها. كما وجد ان الأطفال الوحيدين بالعائلة أو الطفل الأصغر يميل أهله إلى الإفراط في التغذية اعتقادا منهم ان الحرص على تغذيته هو السبيل الوحيد لوقايته من الأمراض. الحالة الصحية: والإفراط في السمنة قد يكون بسبب إفرازات الغدد الصماء أو خلل في بعض الوظائف الجسمية. العلاج هناك عدة أساليب علاجية نفسية لعل منها العلاج التدعيمي: إذا أحس الطفل بان هناك من يهتم به ويسعى لتحقيق رغباته فان ذلك يؤدي إلى تحسن حالته، ولذا فالعلاج التدعيمي يهدف إلى تعديل نمط حياة المريض ونصحه بتجنب مواقف الانفعال، وشرح العلاقة بين الانفعال وردود الفعل الحيوية الداخلية. العلاج النفسي التمركز حول سبب الاضطراب يهدف هذا العلاج إلى خفض القلق المزمن وإعادة الثقة بالنفس وتنمية مهارة البصيرة وحل الصراعات الانفعالية بالتنفيس الانفعالي. التنظيم الغذائي يحتاج المريض إلى تعديل السلوك الغذائي عن طريق التدعيم الموجب لسلوك الأكل السوي وإطفاء سلوك الشره، ولعل من أهم هذه السلوكيات: -اخذ كمية من الغذاء المتوازن والصحي لبناء العقل والجسم والنمو والتطور. -تجنب الوجبات السريعة وإذا كان لابد منها مرة واحدة بالأسبوع وعلى الآباء ان يكونوا صارمين في هذا الأمر لخطورة هذه الوجبات على الصحة ولعدم قدرة الأطفال على استيعاب خطورتها. - التقليل قدر الإمكان من الأكلات التي تحتوي على سكاكر او دهون او سعرات حرارية عالية كالمشروبات الغازية ورقائق البطاطس والحلوى والايس كريم والدونات. - مراقبة كتلة الجسم لدى الأطفال من قبل الوالدين بحيث ان لا تزيد عن المعدل الطبيعي وتعليم الطفل بأن يقوم هو بنفسه بمراقبة ذلك، وهناك بعض المواقع تساعد الوالدين على مراقبة وزن الجسم وهو ما يعرف بكتلة الجسم ، كل ما عليك هو متابعة الذهاب لمحرك كقوقل والبحث عن "كتلة الجسم" ومن ثم مراقبة وزن طفلك بحيث لا يزيد عن الحد الطبيعي.