×
محافظة المنطقة الشرقية

«هيئة الشرقية» تطلق حملة «النهر الجاري»

صورة الخبر

عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان بنوا سور الصين العظيم واعتقدوا أنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات.. وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه، بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب .. لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس، فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء. ويقول أحد المستشرقين: «إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي «هدم الأسرة أو هدم التعليم أو إسقاط القدوات والمرجعيات.. فلكي تهدم اﻷسرة عليك بتغييب دور (اﻷم) فمن ذلك أن تجعلها تخجل من وصفها «ربة بيت»، ولكي تهدم التعليم فعليك بـ (المعلم) بمعنى ألا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه، ولكي تسقط القدوات عليك بـ (العلماء) أي أطعن فيهم وقلل من شأنهم وشكك فيهم حتى لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد.. فإذا اختفت (اﻷم الواعية) واختفى (المعلم المخلص) وسقطت (القدوة والمرجعية)، فمن يربي النشء على القيم؟ اليوم يا سادة، سنركز كلامنا على النشء والشباب الذين سيكونون يوما هم البناء الذي عليه تشيد كل أسس المستقبل، فالنشء منهم الأمهات والمعلمون والعلماء.. فالطريق الممهد لهم وضع ولله الحمد وكذلك جوانب الاهتمام واضحة وجلية للجميع في شتى المجالات. معرض الحديث، حول أن هناك الكثير من الطاقات الشبابية المهدرة رغم ما لديها من أفكار تنمي اقتصاد البلاد، ولكن ليس لديهم القدرة المالية الكافية لإنشاء مشروعهم وإكمال أفكارهم الإبداعية التي تساهم في النهضة التنموية. ولو نظرنا للدول الصاعدة على الساحة وتكاد أن تتصدر المشهد، فسنجد على سبيل المثال أن الثورة الصناعية الصينية قامت من وجود التسهيلات في الصناعات الخفيفة .. فهل يمكن إقراض القطاع الخاص بـ٨٠ إلى٩٠% للمشاريـع الصناعية المبدعة محاذاة بألمانيا التي تمتلك أقوى اقتصاد في قارة أوروبا ورابع أكبر اقتصاد في العالم، وتلعب روح المبادرة والابتكار والتقنيات الحديثة دورا كبيرا في المحافظة على قوة هذا الاقتصاد وتطويره بشكل دائم .. فلماذا لا تكون المملكة دولة صناعية من الدرجة الأولى بالاهتمام بالصناعات الإبداعية والصغيرة الخلاقة ويمكننا أن نبدأ بالتجميع كما بدأت اليابان .. فإقامة ورش لذوي المهارات سيخدم البيئة والمجتمع ويحقق طفرة في الاعتماد الذاتي في كثير من متطلباتنا والتقليل من الاستيراد وما يكلفه على المملكة من ميزانيات باهظة.