تداول مرتادو شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الماضية عددا من المقاطع التي تظهر بعض الأشخاص وهم يمتهنون عملتنا الوطنية ويعبثون بالأوراق النقدية السعودية، فهناك من يقوم بتمزيق تلك الأوراق احتفاء بهزيمة أحد الفرق المحلية، وهناك من يفاخر بتقديمها طعاما للإبل والآخر يطبخها بدلا من البن والهيل وتقديمها كقهوة مبهرة بالنقود. وبغض النظر عن الهدف من وراء هذه التصرفات والذي قد يراه البعض نوعا من أنواع التنكيت وجذب الانتباه إلا أننا لا يمكن أن نصنفه إلا أنه سلوك مستهجن وغير مقبول يحمل بين طياته امتهانا لعملتنا الوطنية وإهانة لما كتب على هذه النقود من أسماء الله الحسنى، إضافة إلى عدم التقدير والاحترام لرموزنا الوطنية التي تحمل هذه النقود صورهم وتزهو بها. ومما لا شك فيه فإن لهذا التصرف العبثي مدلولاته السلبية العميقة التي قد تؤدي إلى تكوين الصور الذهنية ذات المحتوى السلبي عن مجتمعنا السعودي وستقضي على كل الجهود التي تبذل لتحسين صورة المملكة في المحافل الإقليمية والدولية، وسيفترض كل من شاهد هذه المقاطع أن المجتمع السعودي مجتمع باذخ متخم بالأموال ويفتقد الحكمة في كيفية صرفها أو التعامل معها بصورة صحيحة مما يؤدي بالتالي إلى التعامل بصورة سلبية مع المواطن السعودي من قبل الآخرين وقد يصبح هدفا لعصابات النهب والخداع أينما حل أو ارتحل. ورغم أن هذه التصرفات لا تزال تحسب على أنها تصرفات فردية بحتة إلا أن التغاضي عنها سيؤدي مع مرور الوقت إلى جعلها ظاهرة اجتماعية يصعب القضاء عليها وتصبح مجالا للتفاخر، ومن يدري فقد تصبح عادة وسلوكا اجتماعيا يصعب التخلي عنه. وعندما قامت مؤسسة النقد العربي السعودي ممثلة في وزارة المالية قبل عدة سنوات في القضاء على أحد السلوكيات العبثية والتي تمثلت في الكتابة على الأوراق النقدية وذلك بإصدارها لقرار يمنع تداول تلك الأوراق وتجريم من يقوم بهذا السلوك، فإنها لا تزال تملك من القدرات والإمكانات ما يخولها لإيقاف هذا العبث وهذا الامتهان الذي يطال علمتنا الوطنية ومحاسبة كل من يقوم بهذا العمل العبثي حفاظا على هذه العملة من الامتهان والتشويه والإهانة. حسن الشمراني رابط الخبر بصحيفة الوئام: امتهان العملة الوطنية.. أليس هناك من رادع؟