×
محافظة المنطقة الشرقية

آفة المصائب رواتها!!

صورة الخبر

الوطن الآمن أقصى ما يتمناه ويأمل الإنسان أن يعيش فيه، حيث الاستقرار والراحة والعيش السليم تحت مظلة يمكنه أن يمارس حياته فيها بحرية مطمئناً بأن النمو والتطور ومكاسب الحياة ستكون في متناول من يعمل وستشمل الجميع، فلذلك تتقبل بعض الأعمال والهنات ويعمل على مداواتها بما يغيبها ويمحوها من الذاكرة إلا محاولة الإخلال بأمن الوطن حاضن الجميع بتهديد منجزاته ومكتسباته التي بنيت على أسس سليمة سارية عقوداً طويلة يسعد بها المواطن والمقيم ف(الوطن للجيع) ولن يقبل أحد بأن يفسح المجال لفئة قليلة ضالة ومضَلّلة بأن تنال منه لأن اللحمة الوطنية التي بني عليها هذا الكيان الكبير أسست على أن تكون دولة شاملة متماسكة الأطراف من أقصاها إلى أقصاها بفضل حكمة المؤسس الحصيف والحكيم الذي لم يهضم حق أحد، بل أعطى لكل ذي حق حقه، موطداً أركان البلاد على الإخاء والمحبة والتعاون في سبيل خدمة الوطن وحمايته، ومن الشتات صار الكيان دولة لها مكانتها في العالم وليس في المنطقة، والتاريخ شاهد على محادثات الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- مع كبار زعماء العالم وأهمهم في تلك الحقبة التي نشأت فيها المملكة، وهم زعماء أكبر الدول (أمريكا وبريطانيا) وزياراته العربية إلى دول منطقة الجوار، وهذا دليل على مكانة هذا الوطن العزيز على قلوب أهله ثم قلوب المسلمين، وكذلك غير المسلمين، فالثروة التي وهبها الله كانت المساند الدافع إلى اهتمام الأمم بالمملكة، ثم كان استثمارها في البناء والتطوير من التعليم والصحة والمواصلات التي جعلت من هذه المساحة الكبرى المتنوعة التضاريس والعادات كياناً واحداً يجوبه المريد في أقل وقت متنقلاً من مدينة لأخرى دون عناء إن شاء جوّاً أو برّاً أو بحراً، كذلك، فكل سبل المواصلات جاهزة إلى جانب توفير سبل التواصل، فنما الوطن وتكاتف وتآزر، وكان التواشج والتزاوج والتصاهر، وصارت العاصمة الرياض جامعة لأبناء الوطن، وفيها من كل مدينة جماعة اندمجت وبقيت دون إحساس بأي فارق. وكذلك المدن الأخرى جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً تشتمل على جميع الأطياف تبعاً للنشاطات العملية العامة والخاصة. وفي هذا الوقت الذي تشابكت وتشتت أوطان كانت مثال الاستقرار وتحولت إلى فسيفساء من الأفكار والآراء التي تجللت برداء الإسلام، يذبح فيها المتأسلم أخاه المسلم وكل على طريقة شيخه الذي خرج من تحت الأرض بمسمى يتقرب به إلى النفوس المسلمة وهو في قرارة نفسه يعمل ويتعمد على إشعال الفتنة بين الناس وخصوصاً عندما لقي موطئ قدم في بلاد أرادت الربيع بتأثير من عناصر هدامة مستمدة تعاليمها من الخارج لغرض التفتيت في سبيل الحفاظ على الكيان الصهيوني الذي يعبث بأراضي ومقدرات العرب والمسلمين آمناً إلا من بعض التمثيليات التي تعرض ويكون له المزيد من بسط السيادة، ونشوء الكثير من الفرقة والتشرذم والعداوات بين أبناء العروبة والإسلام حتى صاروا إخوة أعداء، وكان خريفاً يتبعه خريف وخريف آخر، وهذا ما هو واقع في ليبيا والعراق وتونس وسورية، وما يجري من محاولات في مصر التي تعمل جاهدة على محاولة إعادة الاستقرار من أجل أن تبني ولكن الطريق فيه عثرات. لقد أغضب الأعداء ماتنعم به المملكة وشقيقاتها من دول الخليج العربي من أمن واستقرار وتنمية من أجل سعادة الإنسان، وما تقوم به هذه الدول لمحاولة لم الشمل العربية ونبذ الخلافات وعودة الأمور إلى مساراتها الصحيحة، ولكن ذلك لم يعجب المتربص ومصاص الدماء وفاقد الرحمة والإنسانية بأشكاله، فكانت محاولة النيل من الكيان الكبير بارتكاب تلك الجريمة النكراء والمستنكرة في الأحساء، وقد صعق بقوة الأمن الذي كتم أنفاسه وتتبعه وجعله في قبضته في اللحظة نفسها، فالأمن الذي قضى على القاعدة وأوكارها، عندما حاول الداعشي الذي أحس بالإجماع للقضاء عليه وبدا ذلك في تخبطاته وضبابية رؤيته ولو هولت مصادر إعلامية من قدراته وأدرك قرب نهايته حاول عابثا أن يشعل الفتنة في البلد الآمن، وكان عقابه أنه قُمع وزاد في قمعه أن العلماء في المملكة في بيان كبار هيئة العلماء وبيان علماء القطيف ما أكد على رسوخ اللحمة الوطنية وأن العبث بأمن الوطن ومحاولة زرع الفتنة لعبة خدع بها المغرر بهم عبر بعض المنابر ووسائل التواصل، ولكن ثبت أن الكيان الكبير القائم على أسس العدل والمساواة والأمن القادر على التتبع وحماية الوطن كان غير غافل وسيظل يقظاً بكل قوته التي قضت وتقضي على كل محاولات النيل من الوطن وترويع المواطنين، وأنه يملك القدرة على المحافظة على أن الوطن مهما حاولت العصابات والمنظمات الإرهابية التي تحيك حبائلها وتبث دعاياتها بتنظيرات من الخارج مستخدمة عصابات ومرتزقة، والهدف محاولة النيل من أمن الوطن الذي صمد منذ إنشائه إلى اليوم وقَمَعَ وتَجاوزَ المحن، فمع الأمن ورجاله كان أبناء الأحساء وجميع أبناء الوطن رجال أمن كذلك، والقائد الملهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال حكمته: "الوطن للجميع"، ولسان حال الجيع يقول: "الجميع للوطن". دمت ياوطننا عزيزاً آمناً مطمئناً، وكياناً متماسكاً محطماً لكل من حاول النيل منك، فأنت مثال الوطن القوي الراقي المتميز.