×
محافظة الرياض

فعاليات عائليه

صورة الخبر

حقاً شر البليّة – أو (المصيبة) – ما يضحك، إنني من هذه الناحية لا أستطيع إطلاقاً أن أكبح جماح ضحكي – أو بمعنى أصح فرقعات (تسطيحي) –، التي يسمعها من كانت المسافة بيني وبينه كيلو متر أو أكثر. وذلك كأن أشاهد رجلا محترماً ذا مكانة اجتماعية مرموقة، وهو يسير مختالا كالطاؤوس، وفجأة يتزحلق على قشرة موز مثلا، أو امرأة بدينة ضاربة نفسها (بالشيطان الرجيم) – من كثرة المكياج والمصوغات –، ثم ينكسر كعب حذائها العالي بدون أية مقدمات، أو واعظاً وقوراً يهبط بكل تؤدة من على منبره فتتعثر قدمه بعتبة الدرجة فيهوي بالارض على أرنبة أنفه، وتسبقه عليها عمامته. هذه نماذج فردية من المصائب التي تضحكني، غير أن ما يشرح صدري أكثر منها إذا كانت المصائب جماعية، كهذه الحادثة التي حصلت في محافظة (الأحمدي) بالكويت، عندما كان قائد إحدى المركبات يسير على أحد الطرق السريعة قد تفاجأ بديك يعبر أمامه فحاول تفاديه، لكنه فقد السيطرة على السيارة لترتطم بالحاجز الأسمنتي الفاصل بين الاتجاهين، ولتتوقف سيارته في منتصف الطريق، وترتطم بها السيارات الأخرى تباعاً، حيث وصل عدد المركبات التي اصطدم بعضها ببعض ست عشرة سيارة، لكن الحادث لم يسفر عن وفيات، بل أدى إلى تلفيات متفاوتة في المركبات المتصادمة، أما الديك فلم يصب بأي أذى، بل تمكن من عبور الطريق سالماً حسب إفادة شهود عيان. أو هذه الحادثة المأساوية المضحكة الأخرى التي حصلت بأواسط الستينيات الميلادية في نيجيريا، عندما كانت حوادث (بيافرا) على أشدها. وذلك عندما حشد القائد العسكري المشهود له بالكفاءة قواته المؤلفة من عشرات حاملات الجنود والمصفحات، للهجوم على عصابات المنشقين، فركب هو سيارته الجيب التي يقودها بنفسه قائلا للجميع اتبعوني أينما توجهت، وانطلق بكل سرعة في طريق جبلي ترابي، وفجأة تبدت له سلحفاة فأراد أن يتحاشاها فانحرف عنها واختل توازن السيارة مما أدى لتصادم المركبات من خلفه بعضها ببعض، فهوت جميعاً (كحجارة الدمينو) من هذا المرتفع الشاهق إلى حضن الوادي، ونجم عن هذا الحادث مقتل أكثر من (75) جنديا بمن فيهم القائد الهمام الشجاع، هذا غير مئات الجرحى وتحطيم المركبات، وقد اعتبرهم خطباء يوم الجمعة في المساجد من (الشهداء). ومن حسن الحظ أن السلحفاة كذلك لم تصب بأي سوء (كديك الكويت) تماماً. المفارقة التي يجب أن أعترف بها، أنني بقدر ما أضحك على مصائب الآخرين، بقدر ما أنزعج وأغضب من ضحك الآخرين علي، عندما أطب أو أقع بمصيبة ما، إلى درجة أن بعض من ضحكوا علي قطعت علاقتي بهم نهائياً. وما أكثر ما ضحك الآخرون عليّ، وما أكثر ما غضبت وانكسفت.