أوضحت د. لينا فيصل الكبي استشارية الروماتيزم ورئيسة اللجنة العلمية بمستشفى المركز التخصصي الطبي بالرياض، أن التهاب الروماتويد المفصلي مرض منتشر في منطقة الخليج والشرق الأوسط. والروماتويد هو مرض التهابي مزمن يصيب الغشاء المبطن للمفاصل ويؤثر خصوصًا على المفاصل الصغيرة لليد والقدم ويشتكي المريض من ألام في المفاصل مع تورم وتيبس وهو يصيب الجنسين من كافة الأعمار. وبالرغم من ملازمة الروماتويد للمريض إلا أنه مرض يمكن التعايش معه. فيجب تثقيف الجمهور العام والقائمين على رعاية المرضى لإدارة حياة المريض بشكل صحيح وفعال إضافة إلى اللباقة في التعامل مع مريض الروماتويد وهي «الإتيكيت». و»الإتيكيت» نوعان: علاقة الطبيب بالمريض وعلاقة الناس بالمريض. أولاً علاقة الطبيب بالمريض، إن أسلوب التعامل مع المريض يساعد على شفائه وهو لا يقل أهمية عن الدواء الذي يصفه الطبيب للمريض. من هنا فإن إحساس المريض بأن الطبيب يوليه رعاية خاصة يؤدي إلى تحسن حالة المريض ويساعد أيضًا في عملية الشفاء. ثانيًا: علاقة الناس بالمريض فكثير من المرضى لديهم شكوى يومية، فمنهم من يجد صعوبة في فتح العلب وفي فتح الأزرار ورفع الأشياء من على الأرض وآخر يجدون صعوبة في القيام ببعض الأعمال المنزلية. لذا تعاطف وأظهر احترامك لمريض الروماتويد فمن الأتيكيت مع الأشخاص العاديين مصافحة اليد عند السلام لكن تختلف الأمور مع مريض الروماتويد، مع الأخذ بعين الاعتبار طريقة لمس مريض الروماتويد ألا تكون شديدة ومؤلمة، فنرجو المصافحة برفق وكما قلنا في السابق المصافحة تكون من القلب. ومن المعلوم أن الروماتويد يؤثر في العلاقة الزوجية ومن هنا تنبع أهمية دعم الزوجين لبعضهما البعض والمشاركة في المسؤوليات وتحدي العقبات والتحلي بالصبر والأمل. فمن الأتيكيت إرضاء الأشخاص بتنفيذ طلباتهم، لذا أيها المريض إذا لم تعد قادرًا على القيام بالأمور التي كنت تقوم بها قبل إصابتك بالتهاب المفاصل، لا تحبط نفسك واستعن بالآخرين لأداء أنشطتك اليومية، وأطلب المساعدة ممن حولك فهي ليست بـ»المذلة». من هنا فإن الدعم الأسري مهم جدًا ويلعب دورًا مهمًا في حياة المريض، فالعائلة والأصدقاء يستطيعون مساندة مريض الروماتويد عن طريق تقديم الدعم المعنوي، حتى يتمكن المريض من مواجهة الضغوط النفسية والانتظام في العلاج، والمضي في حياته. أهمية اللقاحات عند مريض الروماتويد وقالت د.هنادي مناصفي، استشارية الروماتيزم في مستشفى المركز التخصصي الطبي حول موضوع اللقاحات عند مريض الروماتويد: إن اللقاحات (vaccines) هي الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من الأمراض المعدية، وخصوصًا لمرضى الروماتويد الذين يتلقون العلاجات المناعية أو العلاجات البيولوجية كجزء من علاج من التهاب المفاصل الروماتويدي. وتوصي الدراسات بإعطاء لقاحات الفيروس الميت (المكورات الرئوية Pneumococcal والإنفلونزا العضلي Influenza والتهاب الكبد الوبائي بـ Hepatitis B، وفيروس الورم الحليمي [HPV] لقاح لسرطان عنق الرحم) قبل البدء بالعلاجات المناعية أو العلاج البيولوجي. وإذا لم تعط هذه اللقاحات سابقًا، فيجب إعطاؤها خلال الزيارات. أما بالنسبة للقاحات الفيروس الحي فيجب الامتناع عنها كليًا نظرًا للمضاعفات المترتبة عليها. وينبغي إعطاء اللقاحات على أساس العمر والمخاطر، ويجب الرجوع إلى إرشادات وتوصيات الأطباء المعالجين للحصول على تفاصيل حول قضايا الجرعات والتوقيت.