×
محافظة القصيم

دعم المستشفيات بالقوى العاملة حسب الإمكانيات والتعليمات

صورة الخبر

Follow زرت طلابا في الصف الثاني الابتدائي بمدرسة حكومية واكتشفت أن أبناء السبع سنوات يحرمون التصفيق ولا يشجعون بعضهم مطلقا بسبب هذا القرار, ولم أستطع معرفة مصدر القرار , هل هو معلم في المدرسة أم ولي أمر طالب قيادي فرض هذا القرار على كل زملائه في هذا السن الصغير بعد أن تم ترسيخ هذا المنكر الكبير في رأسه الصغير وأقنعهم بترهيبهم بالنار كما هو معتاد , وفي نفس الوقت لحظت عجز المعلم واستسلامه لهذا القرار وامتناعه عن محاولة تغيير ما تم الاتفاق عليه واعتماده سياسة الرضى بالأمر الواقع والصمت عنه  , وكأن مهنة التدريس مجرد أداة لنقل المعلومة الجاهزة وتحفيظها فقط بينما تم التغاضي عن مهارات التفكير والتحليل وأدوات البحث والتوجيه والإقناع والحوار حتى مع أطفال في عمر الست والسبع والثمان سنوات . وفي مكان آخر وفي نفس الفترة قرر أعضاء مجلس الشورى السعودي الموقر ( البرلمان السعودي ) وهم نخبة رجال البلد وسيداته السماح بالتصفيق في المجلس عند استقبال ضيوف المجلس في قرار تاريخي  وفي دلالة لا تحتاج لتحليل أن التصفيق يمثل نقطة اختلاف وأزمة من نوع خاص في المجلس وطبعا في البلد مثله مثل عشرات الأمور والمسائل بعد أن ظل فكر وحيد يسيطر على المدارس وهي أهم منصة للتوجيه والأدلجة والتنوير كانت ولا زالت صاحبة التأثير الأول والأخطر على العقول والقلوب وكل أدوات التأثير الأخرى رغم أهميتها تلي المدارس الحاضنة الأكبر لكل الأجيال منذ ألزم الكل بتدريس أبنائهم وتعليمهم حتى عند خريجي الجامعات الغربية والشرقية وحملة الشهادات العليا ممن طاف وزار معظم دول العالم , فهم نتاج مدارس البلد في البدايات وجزء من المجتمع الذي لا زال يتوجس من كل خطوة ومن كل قرار حتى لو كان تافها في نظر أمم أخرى وحضارات بعيدة. هناك تغير يحصل في بلدنا لكنه بطيء جدا يقابله استسلام فكري ممن يملك التغيير بصوته وقلمه وبيانه ومكانه , ولا زال الجبن يسيطر والخوف يغلب من تداعيات الجهر بخطوات للأمام أو نسف تراثيات لم يعد هذا الزمان زمانها ولا هذا المكان مكانها . التغير طبع المجتمعات الصحيحة والتطور على كل المستويات ديدن الأحياء وآن لنا أن نقفز فكريا خطوات واسعة جدا دون تلفت للوراء.