×
محافظة المدينة المنورة

تكليف الجهني مساعداً لمدير عام تعليم المدينة لتعليم البنات

صورة الخبر

عبدالحكيم شار- سبق- الرياض: رأي الدكتور يحيى محمد أبو الخير، أستاذ الجيومورفولوجيا والأساليب الكمية في الجغرافيا بقسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود والباحث الفيزيائي، أن قانون حفظ المادة المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم لا يتعارض مع الدين، بل يعدّ وثيقة في الدعوة إلى الله، مبينا أنه يستثمر قوانين ونظريات الفيزياء في الدعوة إلى الله عبر مجموعة محاضرات وكلمات ألقاها في بعض المساجد في الرياض. وأضاف: الفيزياء اليوم ساعدتني في فهم الدين كثيرا، وهذا من نعم الله -عز وجل- عليه، وقال في محاضرته أزمة الفيزياء النظرية المعاصرة، والتي ألقاها أمس بمنتدى الجمعة الثقافي بحي الرائد شمال غرب الرياض: لديّ رؤية شخصية خاصة في قانون حفظ المادة أو بقاء المادة الذي يقول إن المادة لا تفنى ولا تستحدث ولا توجد من عدم، وأن الداخل في التفاعل يساوي الخارج من التفاعل، وهي عدم وجود تعارض مع القانون مع الدين، بل بالعكس هو مساند ومؤيد لفهم الدين. وأشار إلى أنه يقف في بعض المساجد، ويتحدث عن مثل هذه الأشياء العلمية البحتة، والتي قد تصدم في البداية عقول بعض المصلين، لكنهم فيما بعد يشكرونه بعد فهمهم لها. ومضى أبو الخير شارحا رؤيته حول هذا القانون الذي أثار الجدل: في الواقع المادة لا تفنى ولا تستحدث ولا توجد من عدم، والتي قالها العلماء بناء على ما يجري في التجربة المشاهدة في العالم المقيس، ولا يتحدثون عن وجدانيات وما وراء المادة، وبالتالي فالمادة في الواقع لا أستطيع أن أفنيها، ولا أستطيع أن أستحدثها، ولا أوجدها من العدم، فالذي يفني ويستحدث ويوجد من عدم هو الله وحده -سبحانه وتعالى-، وبالتالي فهذا القانون موافق للدين، وليس متعارضا له. وضرب الدكتور أبو الخير مثالا لذلك بقوله: لو أحضرت أحجاراً جيرية مثلاً من جبل طويق في الرياض في المختبر لدي فأنا استطيع إذابتها بوضع حامض كربونيك فيذاب فيتحول إلى هيدروكربونات فهذا الناتج لم أوجده من عدم ولكني فنيت المادة فتحولت لشيء آخر ولم أستحدثها من العدم لأن الذي أوجدها هو الله سبحانه وتعالي، وهو الذي يستطيع ان يفنيها ويوجدها من العدم، أما أنا فإنسان مشاهد أقوم بتغييرها فقط من طاقة إلى طاقة أخرى والداخل في التفاعل يساوي الخارج منه، فهذا قانون أنا أدافع فيه عن الدين وليس ضد الدين وأنا أستخدمه وثيقة في الدعوة إلى الله القائل في محكم كتابه وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كلِّ شَيْءٍ مَّوْزونٍ . وأضاف الباحث الدكتور أبو الخير يقول: عندما أخبرنا الله عز وجل عن قصة سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ التي وردت في قوله تعالي: (قَالَ يَا أَيّهَا الْمَلَأ أَيّكمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتونِي مسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَه عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفكَ فَلَمَّا رَآه مسْتَقِرّاً عِنْدَه قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلوَنِي أَأَشْكر أَمْ أَكْفر وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكر لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) أبدى المناوئون للدين -للأسف الشديد- استغرابهم واستهزاءهم بالدين وبالقرآن حيث تساءلوا بسخرية كيف لعرش أن ينتقل من بلد إلى آخر ولا يشاهده الناس أو القوافل في المدن والقري وقت نقله! ثم يرد الله عليهم بلسانهم هم حيث يأتي أينشتاين ويطرح النظرية النسبية الخاصة التي تقوم علي مبدأ القصور ومع أجسام سرعتها ثابتة، مشيراً بلغة فيزيائية إلى أن الذي عنده علم من الكتاب قد أحضر عرش بلقيس لسليمان عليه السلام في سرعة ثابتة تساوي مقدار عدم ارتداد الطرف! ولا نعلم كم مقدار هذه السرعة. وأردف أبو الخير: قانون أينشتاين يقول: أي جسم إذا سرّعته بسرعة الضوء، أي مقدار 300 ألف كلم/ في الثانية، يتوقف عنده الزمن، فيبطئ الزمن حتى يتوقف، وتتقاصر الأطوال حتي تصبح صفرا، وتتعاظم الكتلة، وهذا ما حصل لعرش بلقيس، فعندما جاء العرش بسرعة قبل أن يرتد إليك طرفك، ولنفترض أنها كانت بسرعة الضوء: 300 ألف كلم/ ث، فوقف الزمن عند العرش عندما حمله، وتقاصر طوله وأصبح صفرا، أي أن الشخص الذي يقف علي الأرض لن يتمكن من مشاهدته في السماء لاستحالة مشاهدته يسير بهذه السرعة. وتابع: وعندما جاءت الملكة بلقيس سألها نبي الله سليمان عليه السلام: هذا عرشك؟ فقالت: كأنه هو! لأن الفيزياء تقول إن كل هذه الصفات لا تغير شيئا من شكل المادة، وإنما يحصل لها هذه الطبيعية عند سيرها بسرعات فائقة جداً، ولذلك عرش بلقيس نقل بهذه السرعة، فتقاصر طوله، وتباطأ زمنه، وتعاظمت كتلته. وقد شهدت المحاضرة العديد من التساؤلات والمداخلات من حضور المنتدى الذين أثروا النقاش، ومن ضمنها مداخلة المهندس محمد باجنيد التي تحدث فيها عن أن التعمق في علم الفيزياء ينير الفكر، بينما تساءل أحمد مشهور عن الكيفية التي تم بها حساب عمر الكون رياضيا، وتساءل حمد الصغيّر عن طبقة الأوزن. يشار إلى أن الدكتور يحيى محمد أبو الخير قد سجّل ما يقارب من 100 مقطع فيديو علي قناته الشخصية في اليوتيوب، تحمل عنوان ومضات، وتهتم بطرح قضايا علمية وفكرية تناقش من زوايا مختلفة الهدف منها نشر الثقافية العلمية والوعي بمدركات ما يستجد من منجز فكري أو علمي في مجال التنظير والتطبيق في مختلف قضايا العلوم الطبيعية خاصة، وجوانب الفكر المختلفة عامة.