واصل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح جولته الخليجية أمس بزيارة الإمارات وقطر والبحرين، في إطار مساعيه لحل الخلافات بين الرياض وأبوظبي والمنامة من جهة، والدوحة من جهة أخرى، بعدما ترددت أنباء عن تأجيل موعد القمة الخليجية المقرر أن تستضيفها الدوحة الشهر المقبل، فيما أكد وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجارالله أن «المساعي لحل الخلافات تبذل، ولا موقف واضحاً حتى الآن». وعلمت «الحياة» من مصادر واسعة الاطلاع أن المحادثات التي أجراها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مطار الدوحة الدولي ركزت على «العلاقات الخليجية - الخليجية»، في إشارة إلى الجهود الكويتية الهادفة لتسوية الخلافات بين دول الخليج، قبل القمة الخليجية المقرر عقدها في الدوحة في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وفيما أكدت المصادر لـ«الحياة» أن الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة المقرر في العاشر من الشهر الجاري قد يتم تأجيله ليومين أو ثلاثة، مشددة على استمرار الجهود لعقد الاجتماع الوزاري في الدوحة تمهيداً للقمة، كما عبرت عن «تفاؤل بنتائج جولة أمير الكويت». والتقى الشيخ آل صباح أثناء زيارة قصيرة لأبوظبي أمس، نائب رئيس الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. ووصل إلى الدوحة في وقت لاحق مساء أمس، وكان في استقباله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ويرافق أمير الكويت كل من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني. كما التقى أمير الكويت في المنامة ملك البحرين حمد بن عيسى الخليفة، الذي كان في استقباله لدى وصوله إلى مطار البحرين. وكان الشيخ صباح زار السعودية الأسبوع الماضي، والتقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبحث معه مسيرة العمل الخليجي. وتأتي التطورات الجديدة في ملف المصالحة مع قطر، في ظل تكهنات أن القمة الخليجية التي تستضيفها الدوحة الشهر المقبل مهددة بالتأجيل، بسبب عدم تنفيذ الدوحة التزامات تعهدتها في اجتماع جدة أخيراً، وتتعلق بإبعاد رموز جماعة الإخوان المسلمين من الأراضي القطرية، ووقف الإعلام المعادي ضد الدول الخليجية وغيرها من البنود، كما حمل وزير الخارجية القطري خالد العطية رسالة حول هذا الملف إلى المسؤولين في الكويت أثناء زيارته أول من أمس. من جهته، قال وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجارالله أمس، في تصريحه لـ«الحياة» عبر الهاتف، إن زيارة الشيخ صباح للإمارات وقطر، تتعلق بالدور الكويتي لحل الأزمة الخليجية، مضيفاً: «نأمل بأن يتحقق الخير، وتذوب الخلافات»، وأكد أن مسألة عودة سفراء الدول الخليجية الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) إلى قطر، «ليست محددة حالياً». وعن تأجيل اجتماع وزراء الخارجية المقرر عقده الإثنين في الدوحة، قال الجارالله: «حتى الآن لم يحصل أي تعديل، والاجتماع قائم». وكانت السعودية والإمارات والبحرين قررت في الخامس من آذار (مارس) الماضي سحب سفرائها من الدوحة، فيما أعلنت الدوحة أنها لن ترد على القرار بالمثل. وأكدت الدول الثلاث في بيان مشترك أخيراً، أن هذه الخطوة جاءت «لحماية أمنها واستقرارها»، وبسبب عدم التزام قطر بالإجراءات التي تم الاتفاق عليها مع الدوحة، حول الالتزام بمبادئ العمل الخليجي ومبادئ الشريعة الإسلامية التي تحكم العلاقات بين الأشقاء.