كان تشرين الأول (أكتوبر) الماضي شهراً أسود للذهب الأسود، فالأسعار الآجلة لبرميل مزيج «برنت» القياسي للنفط الخام انخفضت عن 85 دولاراً، من أكثر من 115 دولاراً في حزيران (يونيو)، على رغم ان أخطار حصول انقطاعات في الإمدادات لم تبلغ مستويات مقلقة. ولا يبدو ان منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ستُخفض إنتاجها لتعزيز الأسعار حين يعقد وزراء النفط في المنظمة اجتماعهم الدوري في 27 تشرين الثاني (نوفمبر). وأمس نزل سعر «برنت» للجلسة الثانية على التوالي إلى ما دون 83 دولاراً للبرميل بفعل مخاوف تتعلق بصعود الدولار الذي يزيد كلفة السلع الأولية المقومة بالعملة الأميركية على المشترين من حائزي العملات الأخرى. وخسر السعر 52 سنتاً إلى 82.34 دولار للبرميل بعد تراجعه 90 سنتاً في الجلسة السابقة. وهبط سعر الخام نحو أربعة في المئة منذ بداية الأسبوع. وانخفض سعر الخام الأميركي 42 سنتاً إلى 77.49 دولار للبرميل. ويختلف مقدار التأثر بأسعار النفط اختلافاً كبيراً بين أعضاء «أوبك» فدولة قطر تحتاج إلى ان يبلغ سعر النفط 58 دولاراً للبرميل فقط لتتوازن موازنتها مقارنة بـ 136 دولاراً في إيران. وتختلف أيضاً الاحتياطات من العملات الأجنبية اختلافاً واسعاً فالسعودية لديها احتياطات من النقد الأجنبي والذهب بقيمة 730.5 بليون دولار أما فنزويلا فتبلغ قيمة احتياطاتها 21.2 بليون دولار فقط. (راجع صفحة 12) وأول من أمس، أكد الأمين العام لـ «أوبك» عبدالله البدري ان العوامل الأساسية لا تبرر الهبوط الحاد الذي شهدته أسعار النفط وتوقع أن تتعافى الأسعار بحلول النصف الثاني من 2015. وقال في مؤتمر صحافي خلال إطلاق تقرير المنظمة «آفاق النفط العالمية لعام 2014»: «نحن قلقون لكننا غير مذعورين». ورجحت «أوبك» في التقرير ان يبلغ متوسط الطلب العالمي على خامها 28.50 مليون برميل يومياً في 2018 بانخفاض 1.5 مليون برميل يومياً عن 2014 نظراً إلى زيادة المعروض من خارج المنظمة وعلى رغم ارتفاع الطلب العالمي. وأمس سجلت العملة الروسية التي تتدهور بسبب الأزمة الأوكرانية خسائر إضافية بسبب تراجع أسعار النفط لتختتم أسبوعاً أسود، أحدث ما يشبه «مجزرة» لقيمتها، إذ خسرت فيه اكثر من 10 في المئة من قيمتها. وحذّر محلّلون من مصرف «في تي بي 24» في مذكرة من أن «الأسواق المالية على شفير وضع كارثي يهدد الاستقرار المالي». وتخطى اليورو للمرة الأولى عتبة 60 روبلاً ليرتفع بعد ذلك بقليل إلى 60.27 روبل، فيما وصل سعر الدولار إلى 48.64 روبل. وخسرت العملة الروسية ربع قيمتها منذ مطلع العام مع هروب رؤوس الأموال بسبب الأزمة في أوكرانيا والعقوبات الغربية. وجمد منتجو النفط الصخري في ولايتي تكساس ونورث داكوتا الأميركيتين خططاً للتوسع في الإنتاج بسبب تراجع الأسعار العالمية للنفط، فكلفة الإنتاج بالنسبة إليهم أعلى منها لدى منتجي النفط التقليدي. لكن تقريراً لـ «سيتي بنك» شدد على ان سعر برميل النفط يجب أن يبلغ 50 دولاراً لكي تضطر صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى التوقف تماماً. وشدد تقرير لـ «آر بي سي كابيتال ماركتس» على ان انخفاضاً بهذه الحدة مستبعد لأنه مضر حتى بالدول المنتجة للنفط التقليدي.