×
محافظة المنطقة الشرقية

النفط يهوي إلى 82 دولاراً ... والإمارات لا تشعر بالذعر

صورة الخبر

أليس هذا السؤال غريبا، بل مضحكا؟ كيف يسأل إنسان عن نفسه وحوله مئات الاشياء التي ينبغي أن يسأل عنها... وحين يسأل إنسان عن نفسه هل يمكن أن يعرف الجواب من تلقاء نفسه دون إضاءة ما من خارجه؟! الطريق إلى الإجابة عن هذه الأسئلة سهل وهو معرفة الآخر أو الآخرين.. إنك تعرف نفسك حين تعرف ما غرسه الآخرون فيك: أسرتك، مدرستك، مجتمعك.. أنت لست وحدك.. وجودك النفسي والذهني والثقافي مرتبط أو مستمد من الوجود النفسي والثقافي وانتقائي للآخرين. كلام سقراط قبل آلاف السنين "اعرف نفسك" يبدو في زماننا هذا الذي اكتشف فيه فعل المجتمع في الإنسان.. يبدو بلا معنى.. ولو كان سقراط في زماننا لقاله: (اعرف الآخرين تعرف نفسك). الآخرون الآن لم يعودوا أهلك ومدرستك ومجتمعك وحسب.. لقد تلاقت الاوطان والمجتمعات وأصبح الآخر البعيد مؤثرا فيك، إن كان أوسع ثقافة وأنضج فكرا أو متأثرا بك إن كان أقل منك. إن مفهوم الآخر اتسع باتساع الارض.. وهذا لا يتطلب فقط الاعتراف بتأثيره بل بإقرار ما هو عليه من قيم وعقائد وطرق حياة.. والمشاركة معه على صعيد إنساني تتسع للجميع على السواء. الزمان والمكان هل هما جزء من مفهوم الآخرين؟ بالتأكيد.. بل هما الجزء أو العنصر المهيمن، فالآخرون وأنت محكومون بنطاقهما.. ولكن فعل الزمان والمكان ليس واحدا.. بل هو متعدد، فالزمان في بلد يجدد نفسه كل يوم ويتدفق تدفق النهر ليس مثل مكان راكد لا تحركه الرياح من حوله إلا قليلا، وهذا القليل هو ما نسميه التأثر. المجتمعات والافراد في نطاق الزمان على نحوين: إما التخلف أو التقدم.. فالفرد الراكد أو المجتمع الراكد يكونان خارج التاريخ أي الزمان، والفرد المتحرك والمجتمع المتدفق يكونان منفلتين من الحاضر.. أي الآن إلى آفاق أخرى. مقولة إن الإنسان لا يمكن أن يسبق زمانه، مقولة فيها كثير من الثقوب.. وقناعتي بها قناعة مريضة.. والتاريخ يطرح أمامنا أسماء مضيئة غيرت مجتمعاتها.. ترى ماذا نطلق على هؤلاء من الاوصاف؟ ألم يسبقوا غيرهم فيما أبدعوه؟ لماذا نسمي هذا السبق؟ إن المجتمع ككل لا يغير نفسه الذي يغيره الافراد المبدعون.. الذين قد يرجمهم مجتمعهم ولكنهم لا يقفون.. وبتراكم ما يبدعونه تتغير المجتمعات شيئا فشيئا، وهذه سنة التاريخ.