«عندما يُغادر الناس مدنهم مرغمين لا يخلّفون وراءهم بيوتاً وصداقات وألعاباً وأعزّ ما يملكون فحسب، بل يفقدون جلدهم وتتساقط أطرافهم وتذهب في البعيد ذكرياتهم. يتحوّلون إلى خطوط من نور... نورٌ يرتحل»، هذا ما كتبه مهندس الإضاءة السوري علاء ميناوي في تعريفه لتجهيزه الضوئي «نورٌ يرتحل...» المشارك في الدورة الثالثة من «مهرجان أمستردام للضوء» الذي يفتتح في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل ويستمر حتى 6 كانون الثاني (يناير) 2015. ويعرض التجهيز للمرة الأولى ضمن 30 عرضًا ضوئيًّا، اختيرت من بين ما يقارب 360 فكرة قدّمها فنانون من العالم. «نورٌ يرتحل...» هو تحية للاجئين السوريين الذين يعانون أقسى الظروف الإنسانيّة، كما هو تحيّة للمهجَّرين الذين يستحيلون مع الوقت شعاعًا من نور يرسم ملامح الإنسان الذي كانوه، فيسافر هذا النور ليسطع ويروي حكاية الهجرة. يرسم ميناوي، في قالب ضوئي، ستّة مجسّمات من مصابيح النيون، تشكّل مجتمعةً عائلة مهجَّرة، من أمّ وأبّ وجدّ وعمّة وأولاد. منذ سنوات، وهذه العائلة تمشي. ويبدو أنّ أصغرهم قد لمح شيئًا ما أثار اهتمامه. في عرض يستحضر القسوة والأمل في آن واحد، ستتقاطع طريق أفراد العائلة مع المارّة في أمستردام، فلعلّهم يتحاورون. يقيم علاء ميناوي في لبنان الذي يتشارك حدود طويلة مع سورية... ومع لجوء عدد كبير من العائلات السورية (أكثر من ١.٥ مليون شخص) عمل علاء مع لاجئين قادمين من سورية، العراق، والسودان. هذا العمل سمح له أن يسمع قصصاً كثيرة عن هجرتهم وآمالهم. بعدما ترجم لأكثر من ألف عائلة لاحظ أن اللاجئ يسهل معرفته، فهناك وهج يخرج من مساماته... هذه الهالة يبدو أن مصدرها الظروف التي مرّ بها الإنسان المهجر. علاء ميناوي هو نفسه لاجئ، والده لاجئ، وجده لاجئ. ولد في بيروت لبنان. وهو فنان بصري فلسطيني - لبناني. منذ عام ٢٠٠٦، عمل على أكثر من ٣٠٠ عرض في لبنان والعالم العربي مصمم إضاءة ومخرجاً تقنياً وممثلاً. تعاون مع عدد من الفنانين المحترفين من روبرت ولسن الى جواد الأسدي وأندري بارتينيف ورفيق علي أحمد وهبة القواس وناجي صوراتي وعمر راجح ولينا أبيض وغيرهم... شارك في عدد من ورشات العمل المحلية والدولية. شارك في عدد من المهرجانات في الكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والولايات المتحدة. حاز شهادة تدريب في تصميم الإضاءة من الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في لندن RADA. حصل على شهادة بكالوريوس في فنون الإعلام من الجامعة اللبنانية الأميركية. بدأ منذ ٢٠١٠ تجارب في الضوء أدت إلى عرض موسيقي وضوء بعنوان «بيانو في وسادتي» مع فلاديمير كوروميليان. في ٢٠١٣ قدم تجهيزاً ضوئياً بعنوان «أبعد من ذاتي ...» في مهرجان أمستردام للضوء أيضاً. وفي تجهيزه «نور يرتحل» يعرض ميناوي مجسمات بأحجام تتراوح بين 75 و 180 سنتمتراً. توضع كل على منصة معدنية. الوزن الإجمالي لكل شخصية يختلف بين ٣٥ و ٤٥ كيلوغراماً. والمجسّمات مضادة للماء وتعرض في الداخل والخارج.