×
محافظة المنطقة الشرقية

شيخ الأحساء يخطف الجوهرة

صورة الخبر

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال في خطبة يوم الجمعة أمس بالمسجد الحرام: إن المساومة على أمن المجتمع لا تقع إلا ضمن نسيج من الأعداء المتربصين به وإن استعملوا في تنفيذ اختلاله الأغرار من أبنائه والأجراء ممن لديهم قليل من العقل، إن ما يهز أمن المجتمع فإنما يهز أمن نفسه قبل كل شيء، ثم أمن أمه وأبيه وأخته وأخيه وصاحبته وبنيه قبل أن يهز أمن المجتمع برمته كل ذلك قد يكون من أجل إلحاد فكري يعصف بالدين، أو سفك دم يعصف بالرقاب المعصومة أو بجرعة مخدر أو شربة مسكر يغيبان العقل أو بسرقة مال أو بأكله بالباطل لتطيش حقوق المجتمع الاقتصادية أو بهتك عرض أو بفعل فاحشة يضيع معها الشرف والكرامة. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن من شذ هذا الشذوذ وطال أهله ومجتمعه فإنما يعرض نفسه لحتفه بالغاً ما بلغ من العنفوان والشجاعة والمكر والخديعة والله خير الماكرين، موضحا أن قتل واحد مجرم يكون فيها حياة أمة بأكملها، ولقد جاءت شريعتنا الغراء بعقوبات صارمة من أجل الحفاظ على أمن المجتمع الذي لا يختص استحقاقه بأحد دون أحد، فقطعت كل حبل يفضي إلى التهاون بتلك العقوبات أي كان هذا التهاون، سواء كان باستحياء من تعيين أسلوب حياة الغرب لها أو في تنشيط الوسطاء في إلغائها أو تهميشها. مشيراً فضيلته أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع كل سبيل في التخاذل أمام ضرورة الأمن بقوله صلى الله عليه وسلم: (ويم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)، والذين يتلاعبون بأمن المجتمع المسلم إنما هم في الحقيقة يهيلون التراب على ميراثهم الضروري ويقطعون شرايين الحياة عن الأجيال الحاضرة والآمال المرتقبة وهم يمتطوا بوعي أو دونه من عدوهم المتربص بهم ليزيد سقمهم علة وطينهم بلة، وربما برروا لهم ما يبررون به تلك الخطيئة فيخالونها حلوة وهي مرة وسهلة وهي صعبة ومليحة وهي دميمة وأصح ما فيها أنها غير صحيحة جملة وتفصيلاً وما بعد الحق إلا الضلال. وأضاف الشيخ الشريم ومن أجل معرفة حقيقة الأمن وصورته فلا بد أن تكون هذه المعرفة متصفة بالشمولية وألا يضيق عطنها من خلال طرح مستهجن بقصر الأمن على الخلو من الجرائم الجنائية فحسب، وإنما مفهوم الأمن أعم من ذلك بمراحل، كما أن رجل الأمن ليس المسؤول عن الأمن فحسب، إذ كل فرد من أفراد المجتمع المسلم يجب أن يكون رجل أمن، وينبغي علينا معرفة شمولية الأمن وأنه يشمل مراكز القوى في المجتمع المسلم الواحد وعلى رأسها الأمن الديني وذلك بالاستسلام لله بالدين والعمل على تحقيق ما يرضيه لأن الله جلا وعلا قال: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم). موضحاً فضيلته أنه ما حلت الفتن في المجتمع المسلم إلا وثمة خلل في علاقتهم مع ربهم بذنوب ارتكبوها أو واجبات تهاونوا بها فمانزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة. وأضاف فضيلته إلى أن من مراكز الأمن الشمولي الأمن الغذائي وما يسمى بالأمن الصحي الوقائي يضاف إلى ذلك ما يتعلق بالضوابط الأمنية في مجالات التكافل الاجتماعي والعمل التطوعي وتهيئة فرص العمل والإنتاج المعيشي والقضاء على البطالة المثمرة للخلل والفوضى، ودراسة الظواهر الأسرية وما يعتريها من حقوق في بنائها، لأن الأمن بين الزوجين سبب لأمن الأولاد، ثم أمن العشيرة، ثم أمن الأمة المؤلفة منهم جميعاً ومثل هذا الأمن يتكون مزاج الأمة شريطة عدم إغفال ماهو أهم من ذلك ألا وهو الأمن الفكري الذي يحمي عقول المجتمعات ويحفظنا جميعاً من الوقوع في الفوضى الفكرية بالبعد عن فكر الشهوات الذي يمزق جلباب الحياء الفطري ويحفظ عقول المجتمعات كذلك من مزالق الغلو والإفراط والتخوض في دين الله دون علم على غير هدى من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وأكد فضيلته أن خير ما يتوج به الأمن الفكري عنصران رئيسان أولهما الفكر التعليمي وثانيهما الأمن الإعلامي، فكما أن للأموال لصوصاً، فكذلك للعقول لصوص، بل إن لصوص العقول أشد فتكاً وأنكى جرحاً من لصوص الأموال، فلا أمن إلا بسلام ولا سلام إلا بالاستسلام للواحد الأحد لا شريك له لقوله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين).