×
محافظة المدينة المنورة

المشهد الثقافي

صورة الخبر

بعد ثلاثة أيام عاد الهدوء إلى حي المعلمين شمالي غربي بريدة، بعد يومين عصيبين شهدها إثر تبادل إطلاق النار وقتل مطلوبين حول استراحتهم واستشهاد اثنين من رجال الأمن في الموقع. "الاقتصادية" زارت المكان، ورأينا فوضى عارمة في مباني الحي الذي أنشئ قبل نحو 25 عاما بإقامة أول استراحة لمجموعة من المعلمين ليطلق عليه الاسم تيمنا بهم. وقال سليمان الفايز مساعد مدير التعليم في منطقة القصيم سابقا، إن الحي سمي بحي المعلمين بعد قيام معلمين في إحدى المدارس بإقامة استراحة خاصة لهم لاجتماعاتهم الخاصة، ثم اقتدى بهم مجموعة أخرى من المعلمين، ثم بعد ذلك نشأ حي كامل في قطع كبيرة من الأرض أقيمت عليها استراحات عشوائية تصل مساحاتها إلى أكثر من عشرة آلاف متر مربع. شوارع حي المعلمين كما بدت أمس، وتبدو الاستراحات العشوائية التي قام عليها الحي منذ 25 عاما. وبالاتجاه إلى الاستراحة التي كانت مقرا للإرهابيين الذين حاصرتهم القوات الأمنية ظهرت آثار الرصاص في بعض المواقع حولها وداخلها، فيما وضعت أشرطة الأدلة الجنائية في مواقع متعددة حول الاستراحة المشبوهة، التي كانت أشبه ما يكون بالخرابة، التي سكنها مجموعة من المشبوهين راقبتهم الجهات الأمنية على مدى يومين قبل أن يتم اقتحامها وتطهيرها من العابثين بالأمن. سكان الحي بدورهم، قالوا إنهم سمعوا إطلاق النار، ومن ثم أخلوا مواقعهم بعد مشاهدتهم الوجود الأمني الكثيف وسماع إطلاق الرصاص المتقطع في الموقع، وما هي سوى لحظات حتى دوت أصوات الإسعافات التي نقلت المصابين للمستشفى، فيما لم يعير بعضهم اهتماما بالموضوع، خصوصا الموجودين في المزارع القريبة من الموقع، ولم يعلموا عن الحدث إلا من وسائل الأخبار، رغم المسافة القريبة، وهذا يدل على قدرة الجهات الأمنية على عزل الحدث وتضييق مساحات العمل الأمني في مساحة ضيقة. آثار طلقات الرصاص على جدران الاستراحة إثر تبادل إطلاق النار بين قوات الأمن والمشبوهين. «الاقتصادية» إلى ذلك، حذر مستشار أمني من الفوضى التي تعيشها سوق الاستراحات العقارية في السعودية ودعا إلى ربط تأجيرها بنظام شموس. وقال الدكتور يوسف الرميح المستشار الأمني والمتخصص في علم الجريمة، إن هناك منفذا خطيرا أمام المطلوبين والإرهابيين، ويتمثل ذلك في الاستراحات غير المربوطة بنظام أمني وغير المعروفة لدى الجهات الأمنية، وهناك العديد من الاستراحات التي تؤجر من المالك لمستأجر غير معروف الهوية لديه. مشيرا أن سوق تأجير الاستراحات العقارية تعيش فوضى غير عادية، وكل المواقع التي حدثت فيها مواجهات تمت في استراحات تؤجر لغرباء غير معروفين وغير معروفة هوياتهم لدى الجهات الأمنية. وأضاف الرميح الحل سهل للغاية فكما ربطت الفنادق والشقق المفروشة اليومية بنظام شموس وتمت متابعتها، فالاستراحات المعدة للإيجار اليومي والشهري والسنوي يجب أن تخضع لهذا النظام. ومنها يتم متابعة أيضا المطلوبين والخارجين من السجن وما يقومون به من أنشطة تعديلا لسلوكهم وضمانا أمنيا لحماية المجتمع.