وقال الشيخ صلاح البدير فإذا أتى المرء ما يحبّ أن يؤتى إليه انتظمت بذلك الأمور وارتفع الخلاف والنفور, وزالت الضغائن من الصدور, داعياً المرء إلى ترك المشاحنة والعداوة, ومقابلة الجهل بالحلم والوقار, وعدم الانجرار إلى الاستفزاز والاستثارة, ممن يتمنون له السقوط والعثار, مستدلاً بقول الحق تبارك تعالى "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ". وأشار فضيلته إلى أن الإحسان للمسيء يدنيه, والملاطفة تثنيه, والمداراة تحتويه, وأن من طبائع الكرام العفو والصفح, والمنّ والإنعام, فلا يكظم الغيض ويعفو عن الجاني, ويحلم عن الجاهل, ويحتمل المكروه, إلا السيّد الوجيه, والحكيم النبيه, والعالم الفقيه, ولا يدوم الوئام مع الحنق والاحتدام, ولا يبقى الاحترام مع الغضب والاصطدام, ولا يكون السلام مع المقاتلة والانتقام, وأن من تطلب الانتقام ضاع زمانه, وتفرق إخوانه, وزجره أقرانه, وأن من كان بالوجه عابساً, وبالكف يابساً, وللعداوة لابساً, وللعفو حابساً, تعس وانتكس, وفي الخيبة ارتكس, وأن اللجاجة والفضاضة, وتعمد الإساءة والإغاضة, مسالك مستقبحة, توغر الصدور, وتهيج الغضب, وتعقب الحقد, وتقطع حبل المودة والوصال, داعياً إلى الحذر منها واجتنابها, لقوله عز وجل "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً ". وبين الشيخ البدير أن من الناس من إذا سعى إلى المناصب والمراتب, والعلو والدنو, والرئاسة والزعامة والصدارة, حارب الأٌقران, وضاغن الإخوان, وكره أن تذكر محاسنهم, أو تروى فضائلهم, وأحبّ أن تنشر معايبهم, وأن تظهر مثالبهم, فإن لم يجد مثلباً وبرهاناً, رماهم كذباً وبهتاناً, مبيناً أن هذا الخلق سوءة هان بها الرجال, وشابهوا بها الأنذال, وما ثلوا بها الأرذال, وسقطوا بها في أوحال الخسة والدناءة والضلال. وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي: "تنزهوا عن فعل الحساد, وذوي الأحفاد, وانتهوا عن الردى ولا تؤذوا من الخلق أحداً, وكفوا عن الشر لساناً ويداً". // انتهى // 16:25 ت م تغريد