خرج الطفل مهدي المشرف الذي يدرس في الصف الابتدائي بابتدائية الدالوة الاثنين الماضي من مدرسته والفرحة لاتسعه وهو يرى أن معلمه جعفر عمران قد وضع له ثلاث نجوم في دفتره وأنه أتقن درسه بجدارة وتميز. الطفل مهدي لم يكن يعلم أن خروجه من المدرسة ذلك اليوم سيكون الأخير، حيث إن رصاصات الحقد كانت تتربص به فسقط ملطخاً بدمائه كأصغر شهداء العمل الإرهابي الجبان. (الرياض) زارت صباح أمس قاعة الفصل الذي يدرس فيه مهدي، وبدا واضحاً أثر الحادث على الفصل حيث إن ثلثي طلبة الفصل كانوا غائبين إثر الخوف الذي اصاب التلاميذ وكذلك أولياء أمورهم الذين أثارتهم الحادثة كونها جديدة ولم يعتد عليها مجتمعنا ولله الحمد، فما ظل معلمهم جعفر عمران يتحدث إلى زملائه الحاضرين على أهمية حب الوطن والحفاظ عليه والدفاع عنه، كما تحدث عن الأخلاق التي كان يتمتع بها زميلهم مهدي وكيف أن الله سبحانه وتعالى اختاره إلى جاوره. وخلال حديث معهم بدا أن التلاميذ دخلت عليهم مصطلحات جديدة بدأت عليهم في أحاديثهم كاستخدام مفردات الرشاش والمسدس وإطلاق النار وغيرها، وبلغة بريئة. إلى ذلك قام يوم أمس الخميس مدير عام التربية والتعليم بمحافظة الأحساء الاستاذ أحمد بن محمد بالغنيم بزيارة لمدرسة الدالوة الابتدائية وكان في استقباله مدير المدرسة عبدالمحسن السلطان، ونقل الاستاذ أحمد تعازي ومواساة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم وقادة الوزارة لأسرة المدرسة معلمين وطلاباً، كما أجرى من المدرسة اتصالاً بولي أمر الطالب مهدي المشرف نقل له تعازي سمو وزير التربية والتعليم وقادة الوزارة، وأكد أن هذا العمل مستنكر وابتهل إلى العلي القدير بأن يتغمده برحمته، ووجه بالغنيم شكره لإدارة المدير لما قامت به من جهود لمعالجة التلاميذ نفسياً وتخفيف الأثر النفسي عليهم جراء الحادثة، وزار الصف الذي يدرس فيه مهدي، كما قام بالغنيم بزيارة لمستشفى الملك فهد ومستشفى الأمير سعود بن جلوي زار خلالها أبناءه الطلاب المصابين الذين يرقدون في المستشفى إثر العمل الارهابي الحاقد، ودعا لهم بالشفاء العاجل.