×
محافظة المنطقة الشرقية

أرادونا متنافرين.. فتأكّدت روحنا الواحدة

صورة الخبر

محمد أحمد الحساني زعم طبيب استشاري في الكبد والباطنة أن مرض السكري من النوع الثاني وهو الذي يصيب البالغين، سوف ينقطع تماماً بعد اختراع جهاز طبي جديد أطلق عليه اسم «الأندو بيرير» لأن هذا الجهاز الذي سوف يزرع في الجهاز الهضمي سوف يفيد في علاج السمنة والسكري معاً ويجعل المريض يرمي بأدوية السكري جانباً وأن عملية الزرع تتم بواسطة المنظار ليبقى الجهاز لمدة عام ثم يستغنى عنه بعد أن تصبح أحوال مريض السمنة والسكري تماماً في تمام، وأن هذا الجهاز يعد تطوراً في مجال عمليات تحويل المسار في المعدة التي تجرى لمن يعانون من السمنة بهدف تخفيض أوزانهم عشرات الكيلات من اللحم والشحم! ومع احترامي وتقديري لما أدلى به ذلك الطبيب الاستشاري من تصريحات صحفية مبشرة لمن يعانون من مرض السكري فإن في تصريحاته خلطاً غير حميد بين السمنة ومرض السكري وأن الجهاز الجديد إذا كان له تأثير إيجابي في معالجة السمنة فليس شرطاً أن يكون له التأثير نفسه في معالجة مرض السكري، وإن كان تخفيض الوزن وتنظيم الغذاء والحمية المقننة تؤدي إلى تحسين أحوال مريض السكري ولكنها لا تؤدي إلى قطع دابر المرض نفسه فكيف خلط أخونا الاستشاري بين الأمرين بما يوهم مرضى السكري أن الجهاز الجديد سوف ينهي معاناتهم تماماً من ذلك المرض وهو زعم ليس له سند طبي أو علمي حسب «علمي!». إن لي صحبة غير كريمة مع مرض السكري تجاوزت أربعة عقود جعلتني أتابع ما ينشر عنه فلم أقرأ حتى تاريخه ما يفيد عن توصل العلماء إلى علاج للمرض، ولكن المحاولات التي تجريها مراكز البحوث لم تزل قائمة على قدم وساق وقد صرفت على تلك البحوث العالمية عشرات المليارات وآخر ما قرأت عنه في هذا المجال هو استخدام تقنية الخلايا الجذعية لدى الإنسان لتنشيط خلايا «بيتا» المسؤولة عن قيام البنكرياس بإنتاج ما يحتاجه الجسم من أنسولين، وهو المادة المنظمة للسكر في الدم، وعندما ينجح العلماء في هذه الخطوة التاريخية ويصبح استخدام الخلايا الجذعية في علاج مرضى السكري متاحاً وممكناً من الناحية الطبية فإنه يمكن عندها أن يصبح السكري تحت السيطرة وإن أصيب به إنسان أمكن علاجه منه علاجاً يجعله شخصاً طبيعياً سليماً من المرض، وبعدها يمكن الإعلان عن القضاء على مرض السكري كما قضى من قبل على أمراض فتكت بالبشرية عبر آلاف السنين مثل الطاعون والجدري وإن ظهرت صور منها في دول ومجتمعات مختلفة فإن الامصال والأدوية الناجعة موجودة ومتوفرة، أما ما يطرحه بعض المجتهدين أو المتعالمين أو أدعياء الطب البديل أو الشعبي عن امتلاكهم معجزات طبية للقضاء على مرض السكري فإنها مجرد ادعاءات فارغة قد تضر بمن يستمع إليها ويترك جرعات الأنسولين أو الحبوب الخافضة للسكر في الدم وعلى من لديه غير هذا الكلام الإثبات!؟ دَبِّرْ نَفْسَك يا عمدة ! زرت، قبل أيام، العمدة المكي الشهير سامي يحيى معبر بعد خروجه من المستشفى إثر عملية جراحية خطيرة أجريت له، فوجدت في مجلسه بداره عددا من عمد الأحياء بأم القرى، فكانت مناسبة للحديث عن أوضاع عمد الأحياء، والحديث ذو شجون، وكان خلاصة ما بقي في الذاكرة من ذلك الحوار كما يلي: أولا: إن عمد الأحياء، وإن تضاءل دورهم الاجتماعي في العقود الأخيرة، إلا أن دورهم الأمني في تزايد، في ظل تنامى عدد السكان، وارتفاع نسبة الوافدين في الأحياء والحارات، وبالتالي تعدد أشكال الانحرافات والجرائم، ويكون مطلوبا من العمدة مرافقة رجال الأمن ليلا أو نهارا عند حصول ما يستدعي مداهمة وكر أو استدعاء مطلوب، إضافة إلى أن عملية التعريف بالسكن والأشخاص لم تزل في عهدة عمد الأحياء، وكذلك توصيل البلاغات الرسمية الصادرة عن الشرطة أو المحاكم بجميع أنواعها ودرجاتها، وكذا الأمر بالنسبة لبقية الجهات الرسمية. ثانيا: إن المطلوب من كل عمدة أن يكون له مقر يداوم فيه نهارا لخدمة من يراجعه من المواطنين والمقيمين، وهذا المقر يحتاج لإيجار سنوي ومصاريف كهرباء واتصالات ونثريات مكتبية، وربما حارس أو خادم أو سكرتير، ولكن العمدة لا يحصل على ما يكفيه لمواجهة هذه الأعباء. ثالثا: لقد تم قبل عدة سنوات تكوين لجنة لدراسة أوضاع العمد، شارك فيها مسؤولون إداريون وماليون وعسكريون نتج عن اجتماعاتها عدة توصيات جيدة، ترفع من مستوى أداء العمد وتعزز من مكانتهم وتجعلهم قادرين على القيام بمهامهم الاجتماعية والأمنية بشكل أفضل، ولكن تلك التوصيات ما زالت حبرا على ورق.. فهل سترى النور ذات يوم.. هذا ما يأمله الأخوة العمد.. وبالله التوفيق.