تتلون علاقة الأم بابنتها من بيت إلى بيت، ومن شخص إلى الآخر. في منظوري الشخصي أرى أنه لا بد أن تكون العلاقة مبنية على مبدأ الاحترام لا الخوف و الرهبة، منتصبة على أسس الشعور بالارتياح والثقة في مواصلة الحديث دون أي دخيل كالقلق مثلا وسوء الظن، وذلك هو عبق عمق العاطفة (الحب) الذي غُرس في الأعماق بنجاح، فساعد مع الوقت في نجاح الأم بكونها أقرب الأشخاص لابنتها عاطفيا لا وراثيًّا. لا شك أن الأم تهتم ﻷمر ابنتها، وتكنّ لها الخير ولكن إزاء طريقة التصرف أو اتباع أساليب التربية قد تنبش الخوف في نفوس الأبناء وتريب الشك حول مشاعرها، فما تكون عاطفتها المكنونة وبالداخل مكتومة سواء عاطفة بالية في منظور الأبناء. هناك أم تعامل ابنتها برسمية مبالغ فيها بعيدا عن العفوية والدردشة اليومية، تراقب ابنتها في كل تصرفاتها لتحميها من الوقوع في الخطأ، وخوفها من ذلك دفعها إلى المسار الخاطئ، وقد يدفع ابنتها في الظن أن أمها تنتظر وقوعها في الخطأ فقط، وذلك بعيدا عن الثقة التي هي عنصر مهم لنجاح بناء أي علاقة. في حين أن أسلوب المقارنة الذي لا يهدف إلى التدرج في الإصلاح يستميح في شعور رهيب داخل الفتاة. المقارنة من أسوء أساليب التربية حين تكون محاولة إثبات أن الابنة هي دائما خاطئة وربما فاشلة، في حين أن قريباتها أو صاحباتها هم بنّاؤون وناجحون. فتأتي الأم في كل أسبوع وربما يوم في مدح الآخرين وإيجابياتهم وذم ابنتها مع ذكر سلبياتها في آن الوقت، بطريقة متجثمة قد تحرك في نفس الابنة الشعور بعدم الثقة والغيرة من الآخرين؛ فستسلك حينها البنت أحد المسارين: إما أنها سوف تحاول أن تبحث عن إيجابياتها ومحاسنها محاولة إقناع أمّها أو مكتفية بإقناع ذاتها، أو أنها ستتردد وتتهيب في أنها لا تملك أي محاسن فستذهب لتنبش وتلاحظ مساوئ الآخرين التي امتدحتهم والدتها متناقصة قيمة ابنتها دون أن تدرك. ربما المسار الأول يشعرنا بنوع من الغيرة الضئيلة ولكن قد لا يتأثر سالكها سلبيا وربما ينمو اجتماعيا. كما أننا نستنبط من المسار الثاني أن الابنة قد تشعر بكل من عدم الثقة والغيرة كونها تبحث عن مساوئ من قورنت بهم، فهي لا تؤمن إيمانًا كافيا أنها ذات قيمة وتمتلك محاسن أيضا، فالأم انتقصت ابنتها دون دراية، فللأسف الشديد أن المقارنة أسلوب دارج كثير، سالكوه زعموا أنه دواء غافلين كونه داءً. علاقة الأم بابنتها لا بد أن تكون علاقة ودية تبث الأمن والسلام في قلب أقرب الأشخاص لها؛ لتشعرها وتدفعها بالصراحة معها واللجوء بعد الله إليها سواء في أبسط أو أعسر ما يشكل من الأمور عليها. الابنة تحتاج إلى ثقة في ضوء المراقبة اللا علنية. الأم تريد أن تفخر بابنتها كونها ناجحة وذلك لا ريب فيه، ولكن لا بد من توخي الحذر في اتباع الأساليب ﻷن بعض الأساليب قد تخسرها ثقة ابنتها وإن ساعدت فتساعد في النفور منها. من هنا أتطلع من كل أم أن تسأل شخصها (كيف أعامل ابنتي؟) إذا وجدت أن معاملتها تشعر كل منهما بالارتياح، كما أن ابنتها تصارحها في أمور كثيرة وتتحدث معها باستمرار وعامل الهدوء يسود أكثر من الصراخ والشجب، فلتطمئن. أما إذا وجدت أن ابنتها تنفر من الجلوس في المكان المتواجدة فيه، لا تشعر بثقة ولا براحة، علاقتها معها أشبه بعلاقة مديرة مع طالبة، فعليها ان تقلق وتحاول إعادة تدوير الوضع واسترداد امن ابنتها تجاهها قبل فوات الأوان. رابط الخبر بصحيفة الوئام: كيف أعامل ابنتي؟!