×
محافظة مكة المكرمة

6.86 ملايين ريال.. استثمارات سعودية في المناطق الحرة الأردنية بنهاية الربع الثالث

صورة الخبر

مهنا الحبيل الجريمة الإرهابية التي هزّت وجدان أبناء الشعب في الأحساء وفي المملكة في حادثة استهداف الأبرياء المدنيين والأطفال في بلدة الدالوة شرق الاحساء، لم تكن تحتمل أي تردد في إدانتها ورفضها واتخاذ الموقف العاجل التضامني مع الضحايا من كل أبناء الاحساء بطائفتيهما، وهو ما جرى بالفعل كخطوة أولى تسجل الموقف العاجل الذي تزامن مع اعتقال السلطات الأمنية أحد المتهمين بالجريمة الشنعاء وهو الأمر المهم لتتبع تفاصل الجريمة. إن المشاعر الإنسانية العفوية من سُنّة الاحساء ومن مواطني المملكة تدفقت باطراد كبير للغاية وصعدت على أي مواقف أو مشاعر سلبية دنيئة وتحريضية، وهو الموقف المتوقع الذي صوّر مشاعر الألم والحزن والدهشة لوصول هذه المشاريع الخطيرة ذات البصمة الطائفية المسلحة الى منطقتنا، وهو سياق تضامني نؤكده ونحمد الله انه حاضر بين المثقفين وطلبة العلم ورجال الاعمال وكل شرائح الرأي العام الوطني في الأحساء ويُدعم من حشد كبير من مناطق الوطن. وهذا الموقف المبدئي والمشاعر التي لن تُعيد الضحايا رحمهم الله لكنها تعلن اتخاذ موقف من هذه الفتنة يدعم ويساند وأدها كخيار للأحساء ولكل الوطن، انه العقل والدين وثقافة الإنسان أن نرفض أن تُجّر الأحساء لكونها متداخلة من مئات السنين بين الطائفتين الى مثل هذه المشاريع الكارثية التي لم ولن تنصف مظلوما في أي بقعة بل تقتص بحماقة من أبرياء وتزرع مشاريع الحريق الكبير لكل أهل الدار. وأمامنا بلا شك مهام عديدة لتطويق الخطاب التحريضي الذي تُعاني منه المنطقة من أكثر من منبر وتحريك برنامج الحوار الوطني المجتمعي في المنطقة الشرقية الذي سبق أن طرحته في صحيفة اليوم كمهمة لفرع المركز بالخبر والوطني الشامل، كما أن لدينا رسالة في منظومة علاقتنا الاجتماعية تحتاج لتحريك ودعم وتشجيع من المؤسسات الرسمية والإعلامية لتعزيز ثروة الأحساء والشرقية ذات المخزون المهم للوعي الديني والمدني للتعايش كقرار نهائي وحاسم لبقاء كل وطن وأرض. إن هذا المخزون له أدواته ولكن يحتاج أن يباشرها وتُمنح له المنابر لخطاب عاقل وهادئ لكنه حاسم ضد أي عمل جنائي او إرهابي أو تحريض يؤدي لظلم الأبرياء أو تعزيز ثقافة اللعن والكراهية بين المجتمع الواحد، ونحتاج أن نواجه الخطة الخطيرة التي انطلق منها الفعل الإرهابي في الدالوة وهي خلق بيئة صراع طائفي أكبر، عبر تعزيز التواصل الواقعي والعقلاني الذي يعرف مدار الخلاف وتحييده عن مصالحنا في الحفاظ على سلامة المجتمع وأفراده وتنميته، لتعزيز الشراكة السنية الشيعية في مسارات تنمية يبصرها الجميع ويشتغلون في مجال تقدم مشاريع مجتمعهم لا هدم تعايشهم وإحراق أرضهم. خالص التعازي لأهلنا والدعاء بالشفاء التام للمصابين في الدالوة وفي كل الأحساء ونحن نُعزّى معكم في ضحاياكم رحمهم الله وربط على جراح قلوبكم. اليوم