×
محافظة المنطقة الشرقية

وزير المحبة.. محمد بن نايف

صورة الخبر

أكدت الأخصائية النفسية ورئيسة جمعية حماية الأسرة سابقاً سميرة الغامدي أن طلاقها كان مرحلة مفصلية في حياتها، غيرت الكثير في ترتيب أولوياتها ودفعها لتحقيق نجاحات متواصلة في حياتها العملية. وقالت في حوار مع «الحياة»: نشأت وتلقيت تعليمي في مدينة جدة مسقط رأسي، وكنت في تلك الفترة العمرية فتاة بسيطة لم تخطط لحياتها المهنية والعملية شيئاً كما تفعل الغالبية من الفتيات. وتصف نفسها في تلك الفترة بالشخصية الهادئة جداً، والمرتبطة بوالديها في شكل كبير، ولم تكن لدي أية خطوات عظيمة، ولا أي بوادر لمستقبل مختلف، وترى أن ما يميزها حينها حبها الشديد للقراءة والكتابة، والإعلام الذي كانت تواقة لدراسته ولكن لم تكن هنالك أقسام لدراسة الإعلام في تلك الفترة، ما قادها إلى مدينة الرياض لدراسة علم النفس، إذ لم تكن جامعة الملك عبدالعزيز في جدة أسست قسم علم النفس في تلك الفترة. وأنهت الغامدي دراستها الجامعية عام 1991، وتزوجت في مدينة الرياض، بعدها سافرت إلى لندن لظروف عمل زوجها، وعادت بعد فترة لتمارس حياتها كزوجة وأم تقليدية تبحث عن الحياة الأسرية المثالية، والتي يعتبر مقياس النجاح فيها هي المهارة في المطبخ. في سنة 1997، تلقت الغامدي عرض عمل لم تكن تتوقع أنه سيكون بمثابة تغير ونقلة نوعية في حياتها، إذ التحقت بمستشفى الصحة النفسية في جدة بدعم وتشجيع كبير من والد أبنائها، لم تكن الغامدي زارت مستشفى الصحة النفسية من قبل، ولم تكن تعلم بوجود منطقة تدعى «المحجر»، ما جعلها تستعين بخريطة في أول يوم دوام لها، إضافة إلى جهلها بأي إجراءات نظامية كونها «ربة منزل» لم تمارس أي عمل طوال فترة حياتها، ما استدعى زوجها للقيام بكل الإجراءات المطلوبة. بدأت في تلك الفترة تتشكل شخصية الغامدي الجديدة، بحيث أظهرت نشاطاً وحباً للعمل، وطموحاً كان كامناً لفترة طويلة داخلها حتى أنها لم تشعر بوجوده، بدأت ترتبط بالآخرين وتكوّن العديد من العلاقات على الصعيد المهني والاجتماعي وهذا ما كانت تفتقده في حياتها العادية. وعن بدايتها مع تحقيق حلمها بدخول مجال الإعلام، قالت: «إن الصدفة هي التي قادتني إلى عالم البرامج والتلفزيون، من خلال التلفزيون السعودي الذي كان بحاجة لإجراء لقاء مع أخصائية نفسية في أحد برامجه، وبحكم تفهم الزوج والأسرة فلم يكن لدي أي مانع من الظهور على الشاشة الصغيرة كضيفة في ذلك الوقت». لم تعان خلال ظهورها الأول على التلفزيون أي نوع من أنواع القلق، خصوصاً وأنها تقف أمام الكاميرا للمرة الأولى، ما أثار إعجاب مدير القناة السعودية الأولى خالد البيتي، ودفعه إلى طلب التواصل معها لتقديم فقرة رمضانية خاصة بالأطفال، وبالفعل تم تصوير 30 حلقة في منزلها. ولفتت إلى أن المرحلة المفصلية في حياتها والتي نقلتها نقلة نوعية كانت فترة انفصالها عن زوجها، إذ غيرت تخطيطها في شكل إيجابي وكبير جداً، برغم أن بداية هذا الانفصال كان بمثابة كارثة وتدمير نفسي، تسبب لها في إحباط شديد، ولكن استطاعت أن تتجاوز هذه العقبة وتحولها إلى دافع قوي للنجاح. وأشارت إلى أن مدير مستشفى الصحة النفسية في ذلك الوقت الدكتور محمد شاوش يعتبر من الأشخاص الذين قاموا بدعمها في شكل كبير جداً، إذ كان مؤمناً بأن لديها شيئاً جديداً تقدمه وتضيفه، ما جعله يعرض عليها منصب مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في المستشفى، وبالفعل ابتكرت الكثير من الأفكار الخلاقة خلال الأيام العالمية، والحملات الخاصة بالأسواق والمسيرات، بعدها قُدم لها عرض المشاركة في برنامج أطفالنا على التلفزيون السعودي، كما عرضت عليها المشاركة أيضاً في برنامج آخر خلال تلك الفترة على قناة ART، بعدها قُدم لها عرض تقديم برنامج صحي على القناة السعودية الأولى. في الفترة نفسها كانت الغامدي تعمل على قضايا العنف في المستشفى، إذ طلبت نورة آل الشيخ في تلك الفترة منها الانضمام إلى جمعية جديدة تؤسسها عدد من الناشطات تختص بالعنف وبالفعل انضمت إلى الجمعية التي لم تكن قد اتخذت الطابع الرسمي في ذلك الوقت، كما شاركت في عرض قدم لها للمشاركة في برنامج التحدي والذي كانت جائزته مليون دولار فازت بها مع فريقها، إذ ذهب ما قيمته 500 ألف دولار لجمعية دار الإيمان لمرضى السرطان، بعد انتهاء المسابقة بدأ تكوين المجلس الاستشاري لجمعية حماية الأسرة، وقبل انتخابات مجلس الإدارة تم الرفع بأسماء المؤسسين، إذ كان اسمها من ضمن هذه الأسماء، تم انتخاب أعضاء مجلس الإدارة وكانت المفاجأة أنها من ضمن هؤلاء الأعضاء، وأوكلت لها مهمة العلاقات العامة والإعلام، إضافة إلى كونها المتحدث الرسمي باسم الجمعية، بعد فترة من نشاط الجمعية ومواجهتها للكثير من المشكلات وبدء الكثير من أعضاء مجلس الإدارة بالانسحاب وانتهاء فترة المجلس في دورته الأولى، وبداية تكوين مجلس جديد أتى أمر وزاري بوجوب تقليص عدد العضوات، وأن يكون المجلس انتقالياً وليس انتخابياً، بعدها تفاجأت بأنها رئيسة مجلس إدارة جمعية حماية الأسرة، إذ قامت بكتابة 25 نقطة في أول اجتماع تترأسه لمجلس الإدارة، وبعد سنة تمت مراجعة هذه النقاط التي نفذت في مجملها ولم يتبق منها سوى ثلاث نقاط تقريباً، وهو ما يعتبر إنجازاً على حد تعبيرها، كما أن موازنة الجمعية تحسنت خلال توليها رئاسة المجلس، وقامت بإنشاء أول مركز خدمة اجتماعية داخل الجمعية، إذ وصل عدد الحالات التي تلقتها الجمعية في ذلك الوقت إلى 65 حالة ترعاهم الجمعية وتهتم بقضاياهم وتوفر لهم المعيشة والسكن، والدعم الاجتماعي والنفسي، إضافة إلى أن الجمعية بدأت في ذلك الوقت بالعمل على برنامج «تمكين» وهو وضع بعض الوظائف البسيطة التي يتم تدريب طالبات العمل عليها مثل عمل الهدايا ولفها، بحيث تستطيع الفتاة العمل من الجمعية، أو من منزلها بالتعاون مع عدد من المحال والشركات بمقابل مادي مقطوع، إضافة إلى تلقيها العديد من الدورات وحضور الكثير من المؤتمرات الخاصة بالعنف وحقوق الإنسان في تلك الفترة.