وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري في جولة ميدانية، معتمرًا الخوذة الأمانية بين عدد من العمّال والمهندسين، تحت أشعة الشمس الحارة. وكيل وزارة النقل للطرق في جولة تفقدية. مديرو، ومسؤولو وزارة النقل في جولات عامة على مشروعات الوزارة في كافة أرجاء المملكة. أخبار من هنا وهناك نقرأها ونسمعها.. والسؤال الأهم: هل يستحقون في وزارة النقل من معالي الوزير إلى أقل درجة وظيفية فيها الشكر على ما يقومون به؟ وهذه الجولات على أرض الميدان والواقع للاطلاع على المشروعات ومتابعتها بكل حيثياتها؟ الجواب نعم.. يستحقون الشكر، ورفع القبعة لهم، لماذا؟ لأن هذا النهج لم نعتده من البعض من مسؤولينا. أعلم أنه واجبهم، وأنه أقل ما يمكن أن يقدموه التزامًا منهم بالأمانة التي يحملونها، والمسؤولية المكلّفين بأدائها، لكن يبقى لكل مجتمع، ولكل مسيرة عمل خصوصيتها وظروفها التي تجعل من المقارنة مع الغير في دول أخرى أمرًا غير منطقيّ، ولا علميّ. من هنا أنطلق في التأكيد على أنه ليس من المفروض أن نشكر وزراءنا ومسؤولينا حين يقومون بالأعمال التي يُفترض بهم القيام بها، لكني أؤكد أنه لخصوصية مجتمعنا فإننا ملزمون بشكرهم لتحقيق غايتين مهمّتين وهما أولاً تقديم التقدير المناسب لهم، منبهين لهم أننا متابعون ومثمّنون ومراقبون، وثانيًا تحفيزًا لغيرهم لتكون المقارنة المنطقية العادلة هي في داخلنا، ومن صورنا الخاصة في مملكتنا الحبيبة. معالي وزير النقل، ووكلاؤه، ومساعدوه يعلمون -علم اليقين- أن المملكة كلها مقبلة على ثورة في مجال النقل والتنقل، وأن الاتّساع الجغرافي العمراني يلزمه منظومة عمل متكاملة تلزم جميع كوادر الوزارة بالوقوف على رأس الأعمال والاطلاع عليها والرقابة والإشراف، وبالتالي فإن الواجب يتحتم عليهم أن يقوموا بهذه الجولات والزيارات، بالإضافة إلى المهام الأخرى، لكنها رسالة حقيقية معنونة بصرخة وطن أن الوطن كله مقبل على ثورات إنشائية وعمرانية وتنظيمية، وأن حجم هذه التطورات مهول وكبير، وأن ساحة العمل تنادي الجميع أن شمّروا عن السواعد، وخوضوا العمل بجد ورغبة وسعي حثيث. النمطية الإدارية السابقة بأن يكون المسؤول مظلة شكلية انتهت، والحقيقة الصافية الواضحة اليوم بتوجيهات من قيادتنا الرشيدة هي أن لا مكان للكسالى، ولا للصامتين، أو المتراخين، المنصب والمسؤولية اليوم هي لمن يقدر عليها فقط، وليس تكريمًا، ولا تشريفًا، بل تكليفًا بالعمل والإنجاز والجهد، وزارة النقل تضرب مثلاً طيبًا وجب الاقتداء به واتباع خطواته، وتحركات الوزير ووكلائه ومساعديه هي أيضًا رسالة إلى داخل الوزارة وكادرها بأن الرأس يعمل، فعلى الجسد أن يعمل أيضًا، أكرر شكري لهم ودعمي ومؤازرتي لهذا النهج الذي ألزموا به أنفسهم منتظرًا ومتمنيًا -بشغف كبير- المزيد من الأخبار عن جولات لوزراء آخرين، دون أن أحدد؛ لأنه لا وجود لوزارات شكلية، فكلّها خدمية إنتاجية يقيمها الإنجاز والنجاح.