عبر الناقد الدكتور سعد البازعي، رئيس النادي الأدبي بالرياض -سابقاً-، رئيس لجنة تحكيم جائزة البوكر للرواية العربية لعام 2009 من خلال حسابه الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن خوفه مِن أن بعض الأندية الأدبية في المملكة تكرّس للإقليمية والتحزبيّة في بعض نشاطاتها ذات الرداء الثقافي قائلًا:"أرجو أن أكون مخطئًا في ملاحظتي أن بعض الأندية الأدبية تنزع إلى الإقليمية في بعض مناشطها؛ إنه توجه مؤسف في وقت نسعى فيه لتعزيز لحمة الوطن"، مشيرًا إلى أن هناك ثلاثة آفات حقيقية تهدد الوطن بشكل مزعج ويجب الوقوف بكل حازم لرفضها وهي: الطائفية القبلية والمناطقية، مصرحًا لثقافة اليوم أن المثقف ليس بالضرورة أو دائماً أو حتى غالباً موازياً للمخلص فتلك صورة غارقة في المثالية والحلم؛ فيكفي أن نتذكر عدد المثقفين الذين يدافعون عن أنظمة دكتاتورية ويشرعون للعنف أو للسلطوية أو الاستغلال في أماكن مختلفة من العالم ومراحل مختلفة من التاريخ خدمة لمصالحهم الفردية أو الفئوية وبمبررات مختلفة؛ فالمثقف كائن مجرد ينبغي أن نحاكمه أو نقيمه في شكله المتعين، أي في شخص فلان أو فلان، وليس في صورته المتخيلة أو المفترضة، مبينًا أن أثر الثقافة بمعناها التهذيبي نسبي دائماً، فليس كل من قرأ الكتب واستوعب الفكر أو الأدب أو العلوم مهذباً بالضرورة أو محباً للبشرية ومنافحاً عن القيم النبيلة. وفي تساؤل قُدم للبازعي حول ما إذا كانت صورة المثقف قاتمة ضبابية أجاب قائًلا: "نعم هي صورة تعتريها القتامة لكنها واقعية وتسندها شواهد كثيرة. وبالطبع فالواقعية تقتضي أن نشير أيضاً إلى الصور المشرقة وهي كثيرة ولها من الشواهد ما لنقيضتها، لكن في صورها المتعينة، أي في تحققها الإنساني الواقعي؛ لذا من الضروري أن ننظر للمثقف كما لغير المثقف كما هو وليس كما ينبغي أن يكون".