×
محافظة المنطقة الشرقية

حريصون على السلم الاجتماعي واللحمة الوطنية

صورة الخبر

لازال الهلاليون يندبون حظهم في خروجهم الآسيوي المر وتلاشي فرصة التأهل لبطولة أندية العالم، بعد أن كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب دوري أبطال آسيا في نسخة 2014 التي توج سيدني ويسترن الأسترالي بطلا لها. وفيما بدأت غيمة أحزان أنصار الفريق العاصمي تتلاشى تدريجيا تلوح في الأفق جملة تساؤلات تدور جميعها حول معرفة أسباب هذا التفريط والإخفاق في تحقيق حلم طال انتظاره، نضعها وإياكم على طاولة النقاش مع مجموعة من المحللين والكتاب الرياضين للخروج بمحصلة حول جوهر المشكلة التي جعلت اللقب عصيا على الهلال على نحو خاص وأندية الوطن بشكل عام منذ 10 أعوام. مواجهة سيدني بحسب النقاد والمحللين بدت وكأنها لعنة حلت بالفريق الأزرق، فمنذ لقاء الذهاب كان ملعب باراماتا مسرحا للنحس الذي بدد كل محاولات مهاجمي الهلال رغم الفرص المحققة، الأمر الذي تكرر إيابا لكن هذه المرة بمساعدة الحكم الياباني نيشمورا الذي تغاضى عن 4 ركلات جزاء كانت ماثلة عيانا بيانا أمامه أثارت الشكوك حول مسوغات انتدابه لهذه المهمة الحاسمة. يقول نبيل العبودي: شخص الإعلام الأسترالي الأسباب على طريقته بحياد تام حين اعترف أنه لولا الحظ والتحكيم لما عاد سيدني بالكأس. كان طبيعيا أن يخسر الهلال في ظل الأجواء المريبة داخل المستطيل الأخضر وبعض الأخطاء الفنية بتعطل الجانب الهجومي. ويتفق معه فيصل الشوشان الذي قال: الزعيم خسر لأنه لم يعمل جيدا للفوز، والدليل على ذلك أن مباراة الإياب هي التي حسمت اللقب لصالح سيدني، كان حريا أن يتم العمل على التسجيل بأي طريقة ذهابا، أضف إلى ذلك التحكيم كان سيئا للغاية، ومع ذلك هذا لا يبرر عدم تتويج الأزرق باللقب، فقد كان في جعبة الهلاليين أفضل مما ظهروا به في المباراتين، خصوصا المباراة الأولى التي فرطوا فيها وقدموها لسيدني على طبق من ذهب. ويرى خالد المشيطي أن الفريق لم يخسر بل كسب المستوى وشرف خسارة كأس آسيا بفعل فاعل ألا وهو التحكيم، وأضاف الهلال من خلال مسيرته في هذه المسابقة ظل يقدم الإبداع تلو الإبداع ولكن للحظ والتحكيم رأي آخر. استعادة الروح يعتقد كثير من الرياضيين أن الهلال كمنظومة كاملة سيعيش تحت وطأة ضغوط لا حصر لها قد تهدد مستقبله في المسابقة المحلية والبطولة المقبلة، يقول العبودي في ذلك: إن الوضع صعب لكن الأزرق اعتاد الخروج من الأزمات مهما كانت، وأضاف الزعيم مطالب باستغلال فترة التوقف أثناء دورة الخليج وإعادة الثقة للجهازين الفني والإداري فلكل جواد كبوة والزعيم قادر على النهوض من جديد بشرط نسيان مباراة سيدني وطي صفحتها. ويتفق معه الشوشان الذي قال: إن تجاوز الكبوة سيكون ممكنا لأن الفريق يعج بنجوم الخبرة القادرين على تجاوز المرحلة الحالية، لكن الأهم أن يستمر الهدوء الإداري والشرفي وأن تبقى الإدارة الحالية في قيادة النادي، فأي حديث عن الاستقالة سيربك كل شيء في الهلال وسوف يحبط الفريق وأجهزته الفنية والإدارية. أما الشيطي فقال: إن الهلاليين راضون عن فريقهم، فهم يعتبرونه البطل، ولذا فالخسارة ليست كبوة، بل درس مفيد جدا ربما يؤهلم لحصد البطولات المحلية بأكملها. الناقد سلطان المهوس علق بالقول: التوفيق لم يلازم الفريق إضافة إلى الأخطاء التحكيمية الفادحة، لكنني أجزم أنها خطوة تعيد الثقة والحماس للفريق وليست نهاية العالم أن تخسر لقبا. فيما قال خالد الروقي: لن يتأثر الفريق وذلك ببساطة لأن المنظومة الهلالية بشكل عام لم تقصر وبذلت ما تستطيع بدلالة الإشادات المختلفة التي تلقتها من جهات مختلفة وأولها الجمهور الهلالي الذي صفق بعد المباراة وشجع مقدرا ما بذل، لكن كان هناك أخطاء تسببت في وأد الحلم السعودي. التحكيم والمراهنات يرى النقاد أن الزج بالفريق والجماهير في أتون حرب خاسرة مع لجنة التحكيم سيكون مضرا ولن يحقق الفائدة، فبعد الحديث عن أن الحكم الدولي الياباني يوتشي نيشمورا بسبب سوء إدارته للنهائي بدد كل الأحلام بإغفال ضربتي جزاء صريحتين للهلال، وواجه مستواه نقدا كبيرا وصل للتشكيك في نزاهته، إلا أن ذلك برأيي العقلاء لن يعيد الكأس ولن يفيد البكاء على اللبن المسكوب وأن الأهم هو أن لا يرتهن اللاعبون إلى هذه الأعذار الواهية. في مقابل ذلك، يتعين على الإدارة إكمال ما بدأته من مطالب بالتحقيق في ملف المراهنات خاصة بعد أن أعلن الحكم الياباني عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر أنه اعتزل التحكيم، بعد هذا النهائي غير مكترث للأقاويل التي اتهمته بالتخاذل وظلم الهلال السعودي، مؤكدا أن سجله التحكيمي يشفع له! في وقت نطق نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس رابطة دوري المحترفين السعودي محمد النويصر بقضية جديدة هي (المراهنات) التي سكبت الزيت على النار المشتعلة تجاه الاتحاد الآسيوي حين قال إن «شركات المراهنات تلعب دورا كبيرا في تغيير بعض نتائج المباريات الدولية التاريخ سيكشف ما حدث واللبيب بالإشارة يفهم»، وهو ما يثير التساؤلات عن سر توقيت هذا الطرح وماذا أراد منه، وهل يجدي الهلاليين ذلك نفعا.