×
محافظة المنطقة الشرقية

ثقافي / جامعة حائل تفوز بجائزة "إي إم سي" الأكاديمية لتطبيق مقرر الحوسبة السحابية

صورة الخبر

هذه الحرب الخفية التي يخجل الكثير منا من الاعتراف بها، وهي تنهش في جسد المجتمع بلا رحمة ولا هوادة، حتى أن من وقع في شباكها صار كالتي نقضت غزلها أنكاثا بعد قوة، وآذى نفسه وأسرته قبل أي شيء آخر، والكارثة الأكبر فجيعة منها هي الصمت عنها وعدم الاعتراف بها ومحاولة البحث عن مخرج من دهاليزها المظلمة، وهيهات أن يوفق لها إلا قوي الإيمان والشخصية ونادرا ما تجتمعان في انسان.. والتعامل مع هذه المستنقعات ينبغي له تكاتف الجهود والعزم الصادق ولا شك أن أولى الخطوات للتعافي هي الاعتراف بوجود المرض، ومن غير الاعتراف لا يمكن للعلاج أن يكون ناجحا ولا يمكن النجاة من براثن هذا الأخطبوط السام والمهلك لفئة من الشباب عليها نهضة الوطن واعتماده بعد الله في كل جوانبه.. وقد أكد أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله الشريف في حديث نشر له قبل أيام (أن أمانة اللجنة بصدد إنشاء مشروع الربط الشبكي بالتعاون بين أمانة اللجنة والمديرية العامة لمكافحة المخدرات والمركز الوطني للمعلومات ومستشفيات الأمل والجمارك للتبادل المعلوماتي بالإضافة إلى إنشاء مشروع المرصد السعودي لمكافحة المخدرات والذي وجه به سمو وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والذي يهدف إلى رصد كل ما يتعلق بمكافحة المخدرات وتوحيد الجهود حول هذه القضية من ضبطيات وإحصائيات، وسيكون مرجعًا للباحثين والمهتمين والكتاب يستقون من خلاله المعلومة الصحيحة والموثقة). وكم هو جيد أن يكون لدينا مركز لرصد الحالات ومواجهتها ولكن الحالة لم تعد خافية على أحد وشواهدها وأضحت كالشمس في رابعة النهار في صحراء الجزيرة العربية، التي ازدادت حرارة ووجعا بأن بعض أفراد مجتمعنا صار يبني أمجاده ومجده على أنقاض كثير من الأسر والتي انهار بعضها أو كاد بسبب الإصرار على التعاطي وعدم محاولة الخروج من مأزقه الخطير الذي يرهق كاهل المجتمع كله، وليس متعاطيها فقط، وكم هو ولا شك جميل وراق إقامة مثل هذه الاجتماعات والورش ولكن حتما أن الأجمل هو التقيد بتفعيل توصيات هذه الورش والاجتماعات وتطبيقها في عالم الواقع، وإلا اصبحت لا قيمة ولا وزن لها وبقي المتعاطي كريشة في مهب الريح ساقطة، لا يستقر بها حال من القلق وأي قلق هو يشق ويفري الروح قلق تعاطي المخدرات وسلبياته الكثيرة التي لا يحصيها غير الله. وفي عدد الأحد الماضي ذكر الأستاذ عبدالوهاب الفائز رئيس التحرير، في مقاله (قتله على أثر خلاف بينهما) ما نصه «كذلك لدينا تراجع في (دور الأم)، فخروج المرأة للعمل يدفع المجتمع ثمنه غاليا في جنوح الاحداث والشباب، وهناك دراسات وأبحاث في الدول الغربية تناولت الأثر السلبي الذي يترتب على فقدان الحنان والحب والرعاية الذي تمنحه المرأة، ليس للأبناء فحسب، بل حتى الأزواج يتأثر استواؤهم النفسي لانحسار اثر المرأة الإيجابي الاحتوائي في حياتهم). كما ذكر في مقاله (مما نحتاجه أيضا.. تفعيل المشروع الوطني الذي اجازه مجلس الوزراء منذ سنوات، (ومازال معطلا) لاكتشاف وعلاج الأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه. هذا المشروع ضروري ويفترض أن يوضع في أولويات الدولة. هناك دول أدركت خطورة هذا الجانب بعدنا بسنوات، وبادرت لإطلاق برنامجها الوطني وتسبقنا بسنوات!). جميل جدا ومثرٍ ايضا ما ذكره الأستاذ عبدالوهاب الفايز وهو كلام ولا شك أنه صحيح، ولكن الأجمل الاعتراف بما تصنعه حبوب (الكبتاجون) في شبابنا من فرط الحركة (مستلج) وعلينا سرعة الاعتراف بكارثيتها ومنها (قتله على أثر خلاف بينهما) والمسكوت عنه أشد وأفدح خطرا، فلا يخفى على أحد حجم الكارثة وانتشارها في مجتمعنا بحيث لم يسلم منها إلا القليل من العوائل والبيوت وقد لا أبالغ إن قلت لم يسلم منها أحد بشكل أو بآخر ولو عن بعد. وكم ندرك أن اغلب الكوارث الاجتماعية وغيرها ومنها جرائم القتل والتحرش والاغتصابات والسرقة وغيرها كثير تنشأ بسبب حرب الكبتاجون خاصة وأنها تسبب فرط الحركة وتتلف الأعصاب التي هي ركيزة اساسية في هدوء النفس وراحتها وتغذية المخ والذي ينتج عنه العقل وطيب الكلام وحسن التصرف وثراء التفكير. لذلك ومن هنا من هذا الصرح الكريم وجب علينا كل في مركزه وشأنه الاتحاد الكامل في مواجهة هذه الآفة والحرب الفتاكة التي يواجهها المجتمع ككل وليس بعض أفراده فقط وأن نحث خطوات الفكر في ايجاد الحلول الناجحة في التخفيف من حجمها فقد يكون كل انسان في المجتمع عرضة لشواظ نارها وشررها المتطاير فلا تستهينوا بهذه الحرب وأعدوا لها ما استطعتم من عدة ولنحاول تحجيمها قدر المستطاع في محاولة للقضاء عليها بتعاون وبذل الجهود وفي الاتحاد قوة بعون الله وقوته، وهو على كل شيء قدير.