×
محافظة المنطقة الشرقية

اتفاق عسكري واقتصادي بين السودان وقطر

صورة الخبر

جرائم العاملات المنزليات في المجتمعات الخليجية عموما ومجتمعنا خاصة، أصبحت على ما يبدو سلوكا معتادا يتراوح بين الجنحة والجناية، لا تختلف في ذلك أي جنسية، وذلك بغض النظر عن حالات نادرة لا حكم لها في العمل بأمانة ونزاهة دون أبعاد إجرامية، مقصودة أو غير مقصودة، إرادية أو غير إرادية. في برنامج "الثامنة" على MBC تمت استضافة محامية كويتية كشفت عن إقدام عاملة منزلية على قتل طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات قتلا بطيئا، عبر مداومتها على وضع الدود في أنفها لدى غياب الأم. تلك الطفلة لم تبلغ سن الخامسة، وكانت أمها تتركها برعاية الخادمة أثناء تواجدها في عملها، حتى لاحظت الأم حالة خمول وضعف شديدين على ابنتها ومعاناتها من صعوبة في النوم، وعندما شكت الأم بالعاملة قررت مراقبتها، فتظاهرت بالذهاب إلى عملها واختبأت بالمنزل حتى سمعت ابنتها داخل المطبخ ترجو العاملة قائلة لها: "واحدة تكفي اليوم". حين سمعت الأم ذلك حفزتها غريزتها على الظهور لمعرفة مقصد ابنتها مما قالته، لتكتشف أن العاملة تترك لحما مخصوصا حتى يتعفن وينمو فيه الدود ثم تضعه بأنف الطفلة بعد ذهاب الأم للعمل، ونحن هنا أمام جريمة قتل مكتملة الأركان ومع سبق الإصرار والترصد، لم تشفع فيها براءة طفلة صغيرة. الحالة هنا لا تتعلق بالتفكير الإجرامي بقدر اختفاء الجانب الإنساني تماما في عقل ونفسية العاملة، فالإنسانية حالة محايدة توجد في كل فرد في هذا الكون، سواء اختلفت لغته أو مجتمعه أو دينه ومذهبه، وذلك يجعلنا نتساءل: هل نستقدم وحوشا لخدمتنا أم أن الإنسانية قابلة للتجزئة بحيث تختلف من مجتمع إلى آخر؟ في الواقع ذلك قد يضعنا ذلك أمام خيار صفر، إما الاستغناء عن العاملات المنزليات أو الاستغناء عنهن!