بهيج الكون بنا، أحلامنا تسافر مزهوة هذا اليوم ونحن نفرح بك وفيك يا وطن، والعالم يرمقنا بدهشة !! أهكذا حب الوطن يخضر في صحراء قلوبنا ؟ ويستطيل متجاوزا حدود المدى، إنه عشق سرمدي لتلك البقعة المضيئة في عتمة العالم. إنه الوطن، الجسد المتفرع أطرافا نموها لا يتوقف، تركن حينا تلملم بعضها إلى حضن دافئ يتسع للكل، يقبل الاختلاف ويدعم الوحدة والاتلاف، يحنو على من أغواه المضللون ويفتح له أبواب التوبة والاعتذار إن عقه يوما، ويصم آذانه عن وشاية الحاقدين والمشككين في ولاء أبنائه وإخلاصهم لكل ذرة رمل في ثراه الطاهر. إنه الوطن الممزوج فينا حبا، وجع، شجن يلهم السائرين في دروبه لنظم القوافي يرددها الحادي بين الجبال والفلاح وسط السواقي والراعي في سهول أينعت.. قصص تروى عن بطولات سطرها الأجداد ودوى نشيدها من أعالي القمم الشماء والتي تحتفي اليوم معنا بمجدك يا وطن. وطن الشموس المتوهجة، وطن الأقمار الملهمة، هو أبي أمي وكل إخوتي، وطن حبه الغالي قطرات دمي. نبض يرقص مختالا، يفجر الفرح زهرا، والفخر بستانا. له في الغربة وجع وفي الحضور قبلة واشتياق. أرسمه كل العالم في نظري، وفي القلب واحد ليس له ثان.. أحبك يا وطني، أرضا ونسبا وتاريخا سطر بطولات الماضي، وحاضرا يباري الكون كرما وعزة، قلبه الكبير زوايا آمنة لكل الخائفين والمحرومين، يبذل الجهد لتتحد الأمة ويعود الأمن للمشردين والكرامة للمسلوبين حاضرهم وماضيهم. وطني .. اليوم أنت الوطن والسكن، وغدا أيضا أنت وطن وسكن ومستقبل مشرق.