استمر الأسبوع الماضي تراجع أسعار النفط الذي مضى عليه أربعة أشهر إذ نزل سعر خام برنت حتى 84.60 دولارا للبرميل، وتعتمد البلدان الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك اعتمادا كبيرا على سعر الخام في الحفاظ على توازن ميزانياتها مع أنها تحتفظ باحتياطات كبيرة من النقد الأجنبي والذهب لوقايتها من آثار مثل هذه التقلبات السعرية. ويختلف مقدار التأثر بأسعار النفط اختلافا كبيرا بين أعضاء اوبك فدولة قطر تحتاج إلى ان يبلغ سعر النفط 58 دولارا للبرميل فحسب لموازنة ميزانيتها بالمقارنة مع 136 دولارا في إيران، وتختلف أيضا الاحتياطات اختلافا واسعا فالسعودية لديها احتياطات من النقد الأجنبي والذهب بقيمة 730.5 مليار دولار أما فنزويلا فتبلغ قيمة احتياطاتها 21.2 مليار دولار فحسب. وكانت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام قد هبطت الاسبوع الماضي تحت ضغط من صعود الدولار ووفرة إمدادات المعروض في سوق النفط. وتعرض النفط لمزيد من الضغط بعد صدور مسح لرويترز يظهر أن منظمة أوبك لم تبذل جهدا يذكر لخفض الإنتاج هذا الشهر مع أن أسعار النفط واصلت تراجعها لتسجل أدنى مستوياتها في أربعة أعوام. وأظهر مسح لرويترز أن إنتاج منظمة أوبك من النفط الخام انخفض في أكتوبر تشرين الأول 120 ألف برميل يوميا (ب-ي) بسبب تراجع إنتاج أنجولا ونيجيريا لكن التعافي في ليبيا والنمو في العراق ساعدا على بقاء الإنتاج قريبا من أعلى مستوى له في عامين الذي سجله في سبتمبر. وصعد الدولار إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع بعد صدور بيانات أظهرت نمو الاقتصاد الأمريكي 3.5 بالمئة في الربع الثالث متخطيا توقعات السوق بنمو نسبته ثلاثة بالمئة، ويؤدي صعود الدولار إلى زيادة تكلفة السلع الأولية مثل النفط على حائزي العملات الأخرى وهو ما يؤثر سلبا على الطلب.