الرياض ( صدى ) : طالب عدد من المكتتبين في البنك الأهلي التجاري مؤسسة النقد السعودي “ساما” ووزارة المالية بأن تشرف بشكل مباشر على سياسية التخصيص ولا تترك لمدراء الاكتتاب التقرير في ذلك، حيث إن مسؤولية التخصيص في جميع الاكتتابات للشركات والمؤسسات الحكومية من حق “صندوق الاستثمارات العامة” والنقد، مشيرين إلى أن الهدف من طرح بنك بحجم الأهلي الذي يعد واحدًا من الأصول الحكومية، هو منح سوق الأسهم والمواطنين فرصة للاستفادة منه، وليس منح مجموعة من المكتتبين فرصة تحقيق أرباح كبيرة، مقترحين أن يتم توزيع حصص الأسهم على شكل شرائح بحيث يحصل صغار المكتتبين على كامل طلباتهم، فيما يحصل كبار المكتتبين على نسبة لا تتجاوز 30% من حجم طلباتهم. وكشفت مصادر لـ”عين اليوم” أن هناك تداولًا على مستويات عليا بين وزير المالية ومحافظ مؤسسة النقد “ساما” للاتفاق على طريقة تخصيص اكتتاب البنك الأهلي بصفتهم أصحاب القرار النهائي، وسط رأيين للتخصيص، ففريق يريد استخدام طريقة البروراتا لمكافأة الأثرياء الذين غطوا الاكتتاب بمبالغ كبيرة وساهموا في نجاحه، وفريق يريد طريقة “البراكيتز”، وهي أن يستفيد صغار المستثمرين بشكل أكبر. وأشارت المصادر إلى أن التوجهات تصب في مصلحة صغار المستثمرين وذلك لعدة أسباب؛ من أهمها استفادة المواطنين من الطرح، وأيضا منع محاولات البعض دخول مجلس إدارة البنك نتيجة حصولهم على ملكية عالية، خصوصًا أن البنك الأهلي به حسابات ولها أسرار لا يراد لها أن تخرج لأعضاء مجلس إدارة غير موثوقين. يأتي ذلك بعد أن قفزت حصيلة الاكتتاب في البنك الأهلي، ثاني أكبر اكتتاب في العالم للعام الجاري إلى 64 مليار ريال وبتغطية بلغت 480.8%، حيث فاقت قيمة الأموال المحصلة الأسهم المعروضة بأربعة أضعاف، فيما اقترب عدد المكتتبين من مليون مكتتب، وذلك قبل يوم واحد من إغلاق الاكتتاب. وشكل يوم أمس السبت علامة فارقة في فترة الاكتتاب بعد أن كانت نسبة التغطية يوم الجمعة الماضي لا تتجاوز 281.1% مع نهاية اليوم الثالث عشر وقبل الأخير على مدة الطرح المقتصر على المواطنين السعوديين؛ ما يعني أن نسبة الزيادة بلغت نحو 71.4% خلال 24 ساعة فقط، رغم الأجواء غير الصحية التي صاحبت الاكتتاب مثل تراجع أسعار النفط وسوق الأسهم المحلية، إضافة إلى بعض المحاذير الدينية التي صاحبت انطلاقة الاكتتاب. وكان الاكتتاب في الأسهم المخصصة للأفراد في البنك الأهلي قد بدأ يوم الأحد قبل الماضي، وينتهي اليوم، حيث جرى الاكتتاب في 300 مليون سهم بواسطة المكتتبين الأفراد من المواطنين السعوديين وهو ما يعادل 15% من إجمالي رأس مال البنك، ويبلغ إجمالي الأسهم المطروحة للاكتتاب 500 مليون سهم وتمثل 25% من إجمالي رأس مال البنك، حيث يأتي الاكتتاب في البنك الأهلي التجاري، وهو أكبر طرح أولي تشهده السوق السعودية، كخطوة مهمة يستكمل بها إدراج المصارف السعودية المحلية كافة الـ12 المدرجة في سوق الأسهم السعودية، وسيعمل وفق تصريحات مسؤوليه قبل الطرح على استراتيجية مدتها خمس سنوات ستركز في المقام الأول على التوسع في العمليات، وانتشار الفروع، وهي التي من المتوقع أن تمكنه من الوصول إلى تحقيق أهدافه المستقبلية والتأثير بشكل إيجابي في حقوق مساهمي البنك، لافتًا إلى أن السوق السعودية تشهد في الفترة الحالية زيادة في حجم السيولة، التي من المتوقع أن تكون محفزةً للبنك في زيادة حجم الودائع فيه والمساهمة في تحقيق أهدافه الاستراتيجية.